التحق فارس القرطاسِ والقلمِ بفارسِ السيفِ والخيلِ والليلِ والبيداء
وضجيج الأصوات (النشاز) يعلو هتافات حمقاء جوفاء وقد (سكر) الناس بالثورة فغيّبت نشوتها العقول واقتادتهم القوى التي ركبت على (ظهورهم) بشعاراتها التي تهدم ولا تبني فما عادوا (يفرّقون) بين الدولة والحكومة وموقع الجيش كواحدةٍ من (ممسكات) دولة اسمها السودان..
كانت معظم الشعارات (تنهش) في جسد القوات المسلحة الباسلة بسهامٍ مسمومةٍ من الكلمات وخناجر صنعت أنصالها (خصيصاً) لنقض غزل القوات المسلحة من بعد قوةٍ أنكاثاً لتتبعثر (حبات) عقد أمن الوطن واستقراره فيحل مكانه الخوف ويتفرق أهله أيدي سبأ ويبلغ بهم اللجوء إلى أرض (ملكة سبأ)..
في ظل كل هذا والمخطّط (الآثم) الأثيم يُرسم من ذلك الحين لإشعال الحريق في السودان تعرّف الناس على صوت حادي القوات المسلحة الباسلة وأحد فرسان كلمتها المفوّهين ذلكم سادتي هو حضرة الصول محمد علي عبد المجيد..
واحدٌ من أبناء هذه المؤسسة (الغبش) شهد الله أنني لا أعرف حتى الآن من أين هو في بقاع هذا السودان الكبير ولا أريد أن أعرف فقد كفاني تسربله بهذا (الكاكي الأخضر) وكفي به تعريفاً.. انبرى (ابن تكساس) يذب عن حياض القوات المسلحة الباسلة فينشر الوعي بكلمات واضحاتٍ رصيناتٍ فصيحاتٍ بيناتٍ وأحياناً مبكيات..
يضيف عليها هذه (البكائية) بنبرة صوته المميّز ارتفاعاً وانخفاضاً ليزداد صدقاً وتأثيراً وقد منحه الله قريحةً شعريةً من وادي عبقر فعلم الناس تفاصيل كثيرة عن جيشهم من خلال كلماته التي تغني عن آلاف المجلدات والخطب
في حرب الكرامة المجيدة كان محمد علي حاضراً في كل وقت وحين يحرّض على القتال والنزال والفراسة والشجاعة فيفعل في المقاتلين فعل السحر وليس هو سحر (الآيس) وشيوخ الدجل والشعوذة عند مرتزقة المليشيا المتمردة وملاقيطها..
كان فارساً بحقٍ بكلمته وقرطاسه وقلمه يصول ويجول كل الميادين ويتداول الناس أشعاره عبر الوسائط كلما صدح فأبان وأفصح..
إلا إن أجمل ما قال به فتى تكساس والسودان البار رسالته للشهيد محمد عثمان مكاوي رفيق الدرب والسلاح والخندق ولكأنه يبث عبرها الشوق وألم الفراق وقد كان الشهيد عثمان يفيض صدقاً لا يقل عن صدق محمد علي..
ارتحل الشاعر محمد علي عبد المجيد أمس الخميس في يومٍ حزينٍ بعد أن منّ الله عليه بأداء شعيرة العمرة في هذه الأيام المباركات من شهر شعبان في حادث حركة أليم فارق بعده الحياة ملتحقاً بأخيه الشهيد عثمان وثلة شهداء حرب الكرامة الأخيار الأبرار..
التحق فارس الكلمة والقرطاس والقلم بأخيه الشهيد عثمان فارس الرمح والخيل والليل والبيداء فأي حزنٍ وأي ألمٍ وأي فقدٍ هذا الذي لا نملك لمغالبته والتجمّل فيه غير الاستغفار والاسترجاع والقول بما يرضى الله والتسليم له ثم الدعاء
اللهم يا الله يا الله يا رحمن يا رحيم اغفر وارحم وتحنّن على عبدك محمد علي عبد المجيد وقد أتاك في هذه الأيام المباركات ..
اللهم تقبله عندك شهيداً وقد كان ضمن قوافل الشهداء الأحياء وهو يحثهم على القتال والنزال والاستبسال والشهادة..
اللهم اجر أهل السودان والقوات المسلحة في مصابهم فيه وأبدلهم بأفضل منه يا رب العالمين..
اللهم اجعل البركة في أهل بيته وذريته وعقبه واخلفه فيهم بخير يا رب أرحم الراحمين.. وألزمهم صبراً وجبراً وتسليماً يا أرحم الراحمين..
التعازي لكل منتسبي القوات المسلحة الباسلة وحلفها الميمون ..
التعازي للشعب السوداني الصابر الصامد المستعصم بصخرة القوات المسلحة الباسلة دعماً وسنداً وتأييداً ورجاء أمنٍ وفرحٍ وفرجٍ وانتصار.
أخيراً: سنفتقدك غداً في نسج كلمات أهزوجة الانتصار الكبير
أخيراً جداً :
من غيرنا
اللواء الركن (م) أسامة محمد أحمد عبد السلام