اطلعت على ردود الأفعال في وفاة شاب (وااااااااااااحد) بمدينة كسلا واستغربت وتعجبّت وأنا أطالع ذلك وكيف أن ذات القوى السياسية التي نعرف ولا ننكر وهي ذات القوى المشبوهة (الحليفة) للتمرد المتماهية معه تصر على أن (ترقص عارية) وببجاحة ممارسةً (للعهر السياسي) وهي تدبّج بيانات الإدانة والشجب والاستنكار لحادثة (عادية جداً) يمكن أن تحدث سيما وأن القضية التي أعتقل بسببها الشاب ترقى لأن تكون جريمة (خيانة عظمى)وهي العمل مع مليشيا متمردة تفعل الأفاعيل بالسودانيين..
ثم ذات هذه القوى تلزم الصمت (الرهيب) ولم تقدّم (إدانة واحدة) لجرائم الاغتصاب والتصفيات الجسدية والتهجير ولم (تقدّم) إدانة للإخفاء القسري للآلاف وموت بعضهم في سجون المليشيا بسبب الإهمال الطبي والتجويع بسوبا وغيرها..
لم تصدر إدانة واحدة واضحة للقصف العشوائي والمتعمّد في كثير من الأحيان سواءً كان للمستشفيات أو مساكن المدنيين الآمنين وقتل الكوادر الطبية في أكثر من حادثة.. أنا لا أبرر لهذه الحادثة هنا ولكن (شلال) الدماء التي سفكتها المليشيا بحق السودانيين ولم يطرف لها جفن تجعل من هذه الحادثة تتضاءل كثيراً أمام ذلك الشلال..
ثم لكأنها أشبه بما قال به عبد الله بن عمر وقد جاءه رجل يسأله عن حكم قتل الذبابة في الحرم للمحرم فسأله ابن عمر من أين البلاد أنت؟ فأجابه الرجل من العراق فقال له: عجبت لكم يأ أهل العراق تقتلون الحسين بن علي وتسألون عن قتل الذبابة في الحرم..
والشاهد هنا سادتي السكوت والصمت والخرس (والبله) من قبل هؤلاء تجاه جرائم وجرائر المليشيا التي ترتكبها ضد السودانيين منذ الخامس عشر من أبريل وحتى يومنا هذا.. ثم (الفوران) والغضب والهيجان بسبب (عدد واحد متهم) بالتخابر والتعاون وربما (مجنّد) في المليشيا..
ربما كان سيصحّح لها قصف كسلا بالمسيّرات والمدفعية إن هو عاش (الله أعلم).. ألم أقل لكم إنه ممارسة العهر السياسي وقد ضجت أسافيرهم تبكي وتزرف دموع (التماسيح) وتنتحب على موت هذا الشاب وقد (تحجّرت) ذات العيون فلم تُستَدر للحرائر المغتصبات والأسيرات لدى المليشيا ولا المغدورين والمهجرّين في قرى الجزيرة ولا ضحايا القصف في أم درمان..
إنه العهر السياسي وبامتياز وإن سألني أحدكم عن المعني أقول له إنها كلمة تبدأ بحرف (ش).
لواء.م.أسامة محمد