بلاشك إنها تصريحات نارية أطلقها الجنرال ياسر العطا مساعد القائد العام للجيش في هذا التوقيت ، واعتقد إنها رسالة لطاولة مفاوضات جدة بين الجيش وقوات الدعم السريع والتي دخلت مرحلة تحديد تفاصيل بنود بناء الثقة بين الطرفين ..!.
في تقديري تأتي أهمية هذه التصريحات لأنها صدرت من الرجل الثالث في ترتيب قيادة الجيش وهو ميداني ولازال حتي ساعتها بمسارح العمليات ،وقد ظل يديرها بإحترافية شهد له الجميع ..! ، إنتقد الجنرال العطا مباشرة الدور السالب للإمارات رغم محاولات بعض القنوات تجميلها ، قال أن الإمارات عملت علي نشر الفوضى والفتنة والخراب في السودان رغم أن شعبها شقيق وقائدها المؤسس (حكيم العرب) رجل خير ..!.
وتزداد أهميتها لإنها لم تأت تصريحات من فراغ أو دون دليل دامغ ، فقطع العطا أن المخابرات السودانية تملك التفاصيل الكاملة لتلكم الطائرات الإماراتية الداعمة للمليشيا المتمردة التي ظلت تهبط في مطارات عنتيبي وأم جرس وإنجمينا، مما يؤكد أيضا تورط دول وقياداتها ومسؤولين فيها وآخرين في الحرب في السودان ..!.
غير أن التصريحات بذاتها أزعجت المليشيا المتمردة والداعمين لها فذهب جميعهم يستعجلون جدة ، لاسيما وأن العطا قطع بأن الجيش لن يتوقف عن عملياته النوعية حتى دحر التمرد بأكمله ، وزاد (التعليمات واضحة ..!) تدمير العدو ..! ، وقال الآن نرصد حركاتهم في جميع أنحاء البلاد ، وزاد نحن نهاجم ونطارد المليشيا في كل مكان يعني (العدو ما ينوم ..!) .
وبالتالي إعتقد إنها تصريحات تنم عن ثقة وإعزاز بالجيش ومقدراته ولذلك جاءت بهذه الكيفية وفي هذا التوقيت الذي تسممت فيه الأجواء في جدة بتلكم المعلومات التي تسربت من داخل طاولة مفاوضاتها تريد المساواة بين الجيش والدعم السريع كتف بكتف ..! ، جاءت لتؤكد أن الحرب في نهاياتها وقد دخلت مرحلة جديدة من فك اللجام ..!، وفي تقديري الخاص إنها تصريحات سيكون لها ما بعدها من تأثيرات علي طاولة المفاوضات ، وبل تؤكد بلاشك أن الغريق قدام ..!.
فما يثير الدهشة والتعجب أن المعلومات المتسربة من منبر جدة تؤكد أن مفاوضات جدة دخلت مرحلة مناقشة تفاصيل بنود بناء الثقة وان الجيش والدعم السريع قد إقتربا من توقيع إتفاق بينهما ، بعد أن إنتزعت قوات الدعم السريع عن كاهلها صفة التمرد ..!، فأصبحت قوات موازية للجيش كتف بكتف ، وبل منحتها جدة الشرعية والسكينة في يدها لتقطع ماتشاء وما تشتهي من اللحم الطيب وبالتالي يحق لها تحديد من تريد القبض عليهم وملاحقتهم سياسيا أو جنائيا من خصومها السياسين حتي لو كانوا من الذين أنتجوها من العدم وجعلوا منها قوات لها مكانتها ..!.
بكل تأكيد نحن مع وقف الحرب ومع المفاوضات ومع منبر جدة ومع السلام وضد الحرب ..!، ولكن في تقديري أن المفاوضات في جدة بهذه الكيفية خنوع ولذلك تحتاج لمراجعة لأنها جاءت عكس مطالب المواطنين الذين يمنون العودة لبيوتهم بعد أن قتلت منهم المليشيا ما قلت من أسرهم وشردت ونهبت ممتلكاتهم وسلبت حرياتهم وانتهكت حرماتهم ..!.
علي كل مفاوضات بهذه الكيفية تديرها المخابرات الإماراتية وحلفائها من تحت الطاولة ، ويقف وراءها العملاء جماعة لا للحرب الذين يدعمونها بالصمت علي جرائم المليشيا وإنتهاكاتها المجتمعية لا اعتقد تجد من الشعب التأييد وليست في مصلحة الوطن ..!.
الرادار .. الأربعاء 29 نوفمبر 2023 .