تحدث المفوض الأعلى لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، عن انتهاك حقوق الإنسان في أوكرانيا والسودان، وقال في مقابلة مع موقع ديمكراسي، إن القنابل العنقودية يجب عدم استخدامها الآن، لأنها تحمل تأثيراً عشوائياً على المدنيين، وقال إن حميدتي والبرهان غير جادين في التفاوض لإنهاء الحرب. وفي ما يلي مضابط الحور:
ما رأيك في استخدام القنابل العنقودية التي قدمتها الولايات المتحدة لأوكرانيا؟ هل تعارض قوانين حقوق الإنسان؟
لقد سئلت هذا السؤال في مجلس حقوق الإنسان قبل بضعة أيام خلال حوار عن أوكرانيا. وموقفنا واضح، وهو أن القنابل العنقودية يجب منع استخدامها، لأنها تؤثر تأثيراً عشوائياً على السكان المدنيين، لأن هذه القنابل يمكن أن تظل لمدة جيلين على شكل قنابل موقوتة وتنفجر في المدنيين. ولم توقّع كل من روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة على اتفاقية حظر هذه الأسلحة. ولكن هذا لا يعني أننا لن ننتقدهم بموجب قانون حقوق الإنسان.
هل تحدثت إلى الرئيس الأميركي جو بايدن عن ذلك؟
أنا لا أتحدث مع الرئيس بايدن. ولكننا أعلنا بوضوح وكذلك الأمين العام للأمم المتحدة أوضح ذلك.
كيف ستنتهي هذه الحرب حسب رأيك؟
زرت أوكرانيا في ديسمبر الماضي واطلعت على المجتمع المدني، والتقيت مع اللاعبين فيه، المدافعين عن حقوق الإنسان والضحايا. وبات واضحاً بالنسبة لي أن من يدعم أوكرانيا الآن يجب أن يدعمها في المستقبل وأقصد كل القضايا، مثل حكم القانون، والاستقلال القضائي، ودعم المدعي العام، وفق المعايير الدولية، لأن إعادة الإعمار لا تتعلق بالمباني والممتلكات والتكاليف فقط.
هل أنت متفائل؟
التفاؤل دائماً موجود، وإلا لن أكون قادراً على أداء عملي.
ما الذي يحدث الآن في السودان، فقد أصدرت بياناً عنه، وكذلك عن القبور الجماعية التي تم كشفها في دارفور هل يمكنك التحدث عنها؟
السودان كان أول دولة أزورها منذ تسلمت عملي. والتقيت مع رئيس مجلس السيادة، عبدالفتاح البرهان ونائبه السابق، محمد حمدان دقلو حميدتي، وهما الرجلان المتقاتلان على نحو غير مسؤول. والتقيت مع العديد من السودانيين الذين استلهمت منهم الكثير، وأغلبيتهم من المدافعين عن حقوق الإنسان، والضحايا، وكان معظمهم من الشبان المدافعين عن الضحايا الذين أعتقد أنهم عانوا الكثير خلال عهد الرئيس السابق عمر البشير، ويريدون التخلص من هذه المعاناة.
ومن ثم جاء هذان الرجلان، عندما كنا على وشك مرحلة انتقال مدنية، كي يدمرا كل شيء، والبلد معهما. ويمكنني القول إن ذلك يرجع إلى الأوضاع الدولية، لأنه في الماضي كانت هناك أشياء معينة يصعب كثيراً إنجازها.
ما الذي تقصده بالأوضاع الدولية؟
■■ نعم لدينا الصين والولايات المتحدة، والغرب وروسيا، والغرب ودول الجنوب. ولهذا فإن الأمور في فوضى في مجلس الأمن. وعندما يكون لدينا جلسة عن السودان في مجلس حقوق الإنسان تتدخل مجموعة من الدول، وتقول إنه يجب ألا نناقش السودان في مجلس حقوق الإنسان. والغريب أننا لا نستطيع التوصل إلى إجماع، كما حدث في أعقاب الحرب العالمية الثانية وتبني الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948. ولهذا علينا العودة إلى الماضي كي نتعامل مع المستقبل.
ما الذي وجدتموه في القبر الجماعي في دارفور؟
■■ قابلنا كثيراً من الناس لأننا لم نكن موجودين في دارفور لأن ذلك مستحيل الآن. ولكن توجد فرق لدينا في تشاد التقت مع اللاجئين الذين فروا إلى هناك، ولذلك استطعنا تحديد ما حدث. لقد وقع تطهير عرقي في المنطقة فعلاً.
■ عندما يتعلق الأمر بمشاركة النساء في المجتمع المدني، أين النساء في المفاوضات الرسمية؟
ليس هناك مفاوضات جدية حتى الآن. ولا أعتقد أن البرهان أو حميدتي جادان بشأن التفاوض. وكل منهما يعتقد أنه يستطيع الفوز في ساحة القتال، وسيأخذان الدولة نحو الهاوية.
أين دور الإعلام؟
■■ من المهم أن لدينا إعلاماً مستقلاً وجاداً ينقل لنا كل هذه الأوضاع، وينقلها لجميع الناس في شتى أنحاء العالم. ولكن عندما أنظر إلى وسائل الإعلام الرئيسة في العالم يصيبني الإحباط.
الغريب أننا لا نستطيع التوصل إلى إجماع كما حدث في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وتبني الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948