للحقيقة لسان
رحمة عبدالمنعم
“ود الناظر” سفير الإنسانية.. تكريم صادف أهله
في تكريم صادف أهله، كرّمت (زمالة الإبداع والعلوم الإنسانية الدولية)- ومقرها لندن- الإعلامي السوداني البارز محمد عبد القادر ضمن أفضل (100) شخصية خلال العام 2022م.
لا يختلف اثنان حول الدور التنويري الذي لعبه الإعلامي محمد عبد القادر عبر أكثر من ستة وعشرين عاماً في المجال الصحفي والفضاء الإعلامي، منذ تخرجه في جامعة السودان- قسم الإعلام، في النصف الثاني من التسعينيات، وهي الفترة التي شهدت ميلاد جيل جديد من الصحفيين، ذلك الجيل المتطلع للحرية والبناء والتجديد فى بلاط صاحبة الجلالة، وقد ارتبط اسم «أبو حباب» بصحيفة (الرأي العام) العريقة منذ أن دخلها متدرباً وإلى أن أصبح رئيساً لتحريرها.
عشق «أبو حباب» مهنة الصحافة وقدسها وعاش متبتلاً فى محرابها، وخاض العديد من المعارك الصحفية في المجالات السياسية والخدمية والاجتماعية، وكانت مقالاته على أيام حكم “القحاتة” حديث الشارع السوداني، بسبب جرأته وجسارته، خاض معارك كثيرة ضد الفساد والفاسدين، وخرج منها منتصراً حاملاً قلمه النزيه الذي لم يقدر أحد على كسره، ضرب أروع الأمثال في الشرف والنزاهة، وظل كما هو الإنسان البسيط، لم يتربح من المهنة، وكان دائماً يقف إلى جوار البسطاء والغلابة.
كان أول من انتقد التضييق على معاش الناس في عهد عمر البشير، انتقد الإنقاذ وهي في أوج عنفوانها، وهاجم بلدوزرها في سلسلة مقالات شهيرة هزت القصر الرئاسي ودفع ثمن ذلك بأن تم فصله من صحيفة (الرأي العام) التي منحها نضارة عمره وبهجته بقرار رئاسي من البشير في أول سابقة من نوعها أن يفصل رئيس دولة صحفياً.
إن تكريم “ود الناظر” من قبل (زمالة الإبداع والعلوم الإنسانية الدولية) تتويج صادف أهله، فهو رجل السلام والتسامح والإبداع والعطاء الإنساني السخي بمواقفه الإنسانية النبيلة ومبادراته العظيمة، وإنه لشرف عظيم وفخر لا يدانيه أي فخر أن يتم اختيار صحفي سوداني ضمن أفضل (100) شخصية في العالم، ومن غير “أبو حباب” يستحق أن يدون اسمه بأحرف من نور في سفر الإنسانية.
كل من عرف محمد عبد القادر “ود الناظر”، يعلم يده الممدودة بالكرم والعطاء والعون في زمن الشح، باب مكتبه مفتوح وليس له قفل، تجده يمسح دمعة على خد أم أو شيخ مستجير، يتبنى عبر زوايته الشهيرة (على كل) المبادرات الإنسانية لدعم المبدعين والضعفاء الذين جار عليهم الدهر، ودونكم ما خطه يراعه الجميل عن أم الشهداء “الحاجة الشامة”، مروراً بـ”آيات بنقيف معاك” إلى “ما شفت عوض يا وزير الدفاع”، والكثير من المبادرات التي لا أستطيع حصرها، وهكذا هو “الأرباب” يسعى دوماً لقضاء حوائج الناس، مما يدل على أنه ابن بلد أصيل، كريم النفس، طيب المعدن، جميل الخلق، ومن نعم الله على العبد أن يجعله مفتاحاً للخير.
يعتبر “أبو حباب” مثالاً للصحفي الوطني الذي يتبنى قضايا الناس ويدافع عنها، إذ ظل قدوة لأجيال من الصحفيين رأوا فيه الالتزام والصدق والحرص على حرية التعبير والدفاع عن قضايا الوطن والمهنة.. من خلال رحلته كاتباً وصحفياً ورئيساً لتحرير صحيفتي (الرأي العام) و(الأهرام اليوم)، ونجح على مدار سنوات عمله في تخريج دفعات من الصحفيين المتميزين الذين يملاؤن الساحة إبداعاً هذه الأيام.
و(على كل) ألف مبروك حبيبنا “أبو حباب” هذا الاختيار الذي صادف أهله مع أمنياتنا لك بمزيد من النجاحات.