مقالات

محمد عبد الماجد يكتب: من إغلاق الجسور إلى إغلاق المدارس

(1)

 الطريقة التى اغلقت بها الحكومة (المدارس) لا تختلف كثيراً عن الطريقة التى تتبعها السلطات الامنية عندما تقوم بوضع (الحاويات) امام مداخل الجسور لإغلاقها.

 العقلية التى اغلقت بها السلطات الجسور في ولاية الخرطوم هي نفس العقلية التى تم بها اغلاق المدارس وهي عقلية (امنية).

 هكذا تفكر الدولة (البوليسية) والسلطة (العسكرية) التى لا يعنيها (المواطن) في شيء ـ بقدر ما هي معنية بحماية السلطة.

 الغريبة مع كل هذا الحرص (الامنى) الشديد والوجود العسكري الكثيف، البلاد تعيش في حالة من التفلتات الامنية التى لا مثيل لها في كل مراحل تاريخ السودان – ربما قبل الاستقلال وبعده.

 لو كانت الحكومة تجتهد وتخطط وتعمل لحماية اراضي السودان وشعبه بنفس الطريقة التى تعمل بها لحماية (كراسيهم) لكان السودان الآن في موقع اخر.

 اذا نظرت للسور الذي تم تشييده لحماية القيادة العامة سوف تكتشف مدى حرصهم على سلطاتهم وكراسيهم ومناصبهم.

 الجيش يقوم بحماية نفسه من الشعب، وهو الذي ينتظر منه ان يحمي الشعب حسب الدستور واليمين.

 لا يعلمون ان الكراسي والسلطة تحمى بالعدل .. فهو اساس الملك لا بالحاويات والرصاص والغاز المسيل للدموع وإغلاق المدارس والسور المبني بارتفاع شاهق من الاسمنت والخرسانة.

(2)

 هؤلاء الذين هم في السلطة الآن لا يعنيهم شيء في الوطن اكثر من (الكراسي) التى يجلسون عليها.

 عندما زعزع سلطانهم قبل 11 ابريل انقلبوا على البشير وهم اعضاء في لجنته الامنية.. عندما شعروا بالقلق على مناصبهم اتفقوا مع الحرية والتغيير (المجلس المركزي) .. انتابهم الخوف من الزحف المدني انقلبوا على شركائهم في السلطة في 25 اكتوبر .. شعروا بعد ذلك باقتراب سقوطهم عادوا للاتفاق من جديد مع الحرية والتغيير (المجلس العسكري) الذين كانوا قد انقلبوا عليهم في 25 اكتوبر.

 كل هذه التقلبات والقفز من موقف الى موقف يحدث منهم من اجل ان يمدوا اجل بقائهم على (الكراسي).

 يمكن ان ينقلبوا من جديد على الحرية والتغيير ويتفقوا مع الفلول .. هم يبحثون عن المزيد من الوقت.

 حتى الحرب على اسرائيل او التطبيع معها امور تحدث في سبيل الكسب السياسي والسلطوي.

 هذا الامر ورثوه عن العهد البائد .. وقد ورثنا نحن اسوأ ما في ذلك العهد وهو (لجنته الامنية).

(3)

 ابعدوا (الطلاب) و(الاطفال) وشباب هذه الامة ومستقبلها من صراعكم السياسي.

 قبلنا واحتملنا كل الإغلاقات – اغلاق الجسور وإغلاق الشرق وإغلاق الميناء، وإغلاق الجامعات وإغلاق الدعم الخارجي.. الخ .. لن نقبل اغلاق المدارس وإغلاق العقول .. قضيتم على ثروات البلاد وحاضرها الاخضر .. وتتجهون الآن الى القضاء على المستقبل.

 البلاد الآن بدون مجلس تشريعي وبدون محكمة دستورية وبدون رئيس وزراء وبدون لجنة تفكيك نظام انقلاب 30 يونيو وبدون مدارس وبـ (10) جيوش.. غير جيش البطانة وجيش البجا وهلم جرا من الجيوش.

(4)

 بغم

 الانتاج متوقف.. المزارعون في السجون والمصانع معطلة والتصدير متوقف وجبريل ابراهيم بعد كل هذا التوقف ينشط في تشريع الجبايات والرسوم والضرائب.

 على ماذا لا ادري؟

 بلاد توقفت (مصانعها) وجفت (مزارعها) وقلعت (مسارحها) وأغلقت (مدارسها) ، ماذا تنتظرون منها ؟ .. هذا الامر لا يحدث في اوكرانيا التى تشن عليها روسيا حرباً .. ولا يوجد في الاراضي المحتلة التى يحتلها العدو الاسرائيلي.

 اعلنوا السودان منطقة كوارث (عسكرية).

 خافوا الله في هذا الوطن .. ان لم يقلقكم سجن (كوبر) انظروا الى مقابر (احمد شرفي).

 وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى