من أعلي المنصة
ياسر الفادني
الحبشة عَبَرتْ !
لعل شهور نهاية هذا العام كانت بردا وسلاما علي إثيوبيا ، ذلكم البلد الذي ظل تحت نيران الحرب أكثر من ثلاثة أعوام بل تزيد ، حرب لم يكن فيها منتصر ولا مهزوم…. لكن المهزوم كان الشعب الإثيوبي الذي لجأ إلي السودان في معسكرات عدة تحت رحمة المنظمات الدولية أعطوه أو منعوه !
السودان قدم خدمات جليلة للأشقاء الإثيوبيين الذين فروا من نيران الحرب قدم لهم الأرض وقدم لهم المسكن والملاذ الآمن والخدمات الجليلة ومواطنو ولاية القضارف قدموا العون لهم ولا يزالون ، الحكومة السودانية لها دور في الإتفاق الذي تم بين الفرقاء في بريتوريا بحكم علاقتها الأزلية مع الشعب الاثيوبي والتي تم فيها التصاهر بين قبائل سودانية وأخرى إثيوبية ، والشاهد علي ذلك فصائل عدة مسلحة من بني شنقول دخلت هذا الإتفاق ووقعت علي السلام من داخل السفارة الإثيوبية بالخرطوم برعاية الحكومة السودانية
ماتم من توقيع علي إتفاق سلام نيروبي برعاية دولية وأفريقية كان ثمرة قطفها كل الاثيوبين ولعل اليوم الثاني عشر من شهر نوفمبر المنصرم كان يوما مباركا سوف يسجله التاريخ الاثيوبي هذا الإتفاق الذي فحواه نزع آلة الحرب نهائيا من إقليم تقرأي وتشكيل لجنة مشتركة لمتابعة ما جاء في بنود هذا الإتفاق وطرد القوات الأجنبية وانسحابها بسرعة من القتال ويقصد بها القوات الاريترية
الآن في مدينة (ميكلي) عاصمة التقراي تم إرجاع الإتصالات في بعض المناطق واستلم الجيش الفيدرالي مكانه بموجب الإتفاق ، بل القيادات الإثيوبية كل يوم تنفذ زيارة إلي تلك العاصمة التي وصلها من قبل اوباسانغو وكنياتا ووركنيه حيث رحب بهم كبار القيادات من التغراي بعد هبوطهم في مطار( أبا نيغا) الدولي وهي تؤكد أنفاذ عملية السلام أرضا وواقعا
لعل الإتفاق الذي تم بين الأطراف الإثيوبية لم يرضي العجوز الاريتري الذي كان له القدح المعلي في إذكاء الحرب الأهلية داخل إثيوبيا حيث أدخل دولته في حرب خاسرة لم تستفيد منها دولته إلا مزيد من الضحايا من أبناء الشعب الاريتري ، لعل هذا الرجل هي عادته ومن خلي ( عادتو قلت سعادتو) ! ،دائما يشارك في الحروب الداخلية للبلاد التي تجاوره ولعل التاريخ يذكر أنه كان من الذين دعموا الهالك جون قرنق دعما كبير حيث اتخذ قرنق الاراضي الاريترية مكانا آنذاك لتنفيذ هجمات علي مناطق بشرق البلاد ، الآن أصبحت قواته تجرجر أذيال الخيبة عائدة إلي بلادها ينهبون ويسرقون كل ما وجدوه أمامهم متخذين أسلوب ( خم الرماد) !!
في إثيوبيا الآن….إنتهت الحرب وتصافح القادة لكن أمهات الشهداء يسألن هؤلاء : من قتل أكبادنا؟ ، هذا السؤال دائما يكون في نهاية الحروب حيت لا يجاوب عليه أحد ، أتمنى أن يعود الذين فروا من ويلات الحرب وكان ملاذهم داخل ولاية القضارف في ، أم راكوبة ، ومعسكر المفازة وبابكري ومعسكرات أخري إلي وطنهم ، أكثر من خمسين ألف لأجي إثيوبي دخلوا السودان جسدوا مأساة حقيقة لشعب جني ما فعله الكبار في سلطة بلادهم التي إختارت الآلة العسكرية لضرب الخصوم ، الحرب لا تثمر إلا خرابا ودمارا و إزهاقا لأرواح الأبرياء وتصل عادة إلي إبادة جماعية لكن في الغالب (ينكرونها حطب ) !! ، فلا ترجعوا مرة أخري أيها الأشقاء إلي ماكنتم عليه من قبل إني لكم لمن الناصحين.