من أعلى المنصة
ياسر الفادني
جضوم إنتفخت !!
أنواع الجضوم هنا في هذه البلاد تنقسم إلي أربعة أنواع ، النوع الأول جضوم إنتفخت دهنا وشحما بسبب الدولارات التي تُكب عليها كل حين من السفارات بخطط وهمية يرفعونها ، وجضوم إنتفخت غيظا من جراء سلطة أخذت منها حين غرة وجعلت أي فرد فيهم يقلب كفيه علي ما لهث فيها ! ، وجضوم ضمرت حزنا وكمدا علي فقيد ذهب وقتل بغير حق كما جضوم أهل أموري ، كسرو، وتقلي وجميزا شرق نيالا بالأمس القريب ، وجضوم تكوعت جراء الفقر والفاقة التي ضربت أهل هذه البلاد منذ سقوط البشير نتيجة للوضع الاقتصادي المزري الذي تخبط فيه أكثر من ثلاثة وزراء مالية في عهد الحكم الإنتقالي
النوع الأول وما أكثره الذين رهنوا بلادهم للاجنبي لكي يتخذهم دمي تتحرك بأمره ، ركبوا الفارهات وسكنوا أفخم البنايات واكلوا نبتا من سحت ، هؤلاء وصل بهم الأمر أنهم لايخجلون ويجاهرون بتللك المعصية جهارا نهارا ، لايعرفون الجنيه السوداني بل يعرفون جيدا الدولار واليورو والدرهم ومضاعفاتهما، عاثوا في الأرض فسادا حتي صار فيهم فقير القوم غنيا ….وقبيح المسلك شريفا… وذليل الفهم عزيزا ، ليس قبلتهم هذا الوطن وترابه وأهله الطيبون بل قبلتهم السفارات التي في اعاليها علمين علم البلاد وعلم دولة الإستعمار الحديث وعندما يقربون إليها يحييون علم الاستعمار ولايحيون علم بلادهم ، هؤلاء يمكن أن نصفهم بأنهم أصحاب ( النفخة الكضابة) النفخة التي لا تستمر سرمدا ، هؤلاء مصيرهم عندما تضمر نفختهم بزوال المؤثر الهروب إلي بلد ياويهم اذلة …أو السجون هنا
النوع الثاني الذين إنتفخت جضومهم غيظا حين أزيحوا من السلطة ، لاءاتهم ليست بلاءات ، يتلونون كماتتلون الحرباء ويتملقون كما يتملق الشيطان عندما لايستعاذ بالرحمن منه ، همهم ليس إستقرار ونما هذه البلاد بل همهم الكرسي الذي سوف يجلسون عليه ، همهم كيف يستعملون المنصب للبطش والظلم والتهميش والإقصاء لمن يعارضونهم في الرأي حتي وإن زجوا بهم إلي غياهب السجون دون جريرة ، قلوبهم شتي وافكارهم تشتت هنا وهناك كأنهم خشب مسندة ، هؤلاء إن أبعدوا خاصموا و فجروا ….وإن قربوا فسدوا
اما النوع الثالث هؤلاء يشكون من المثلث المظلم الذي اضلاعه السيولة الأمنية والنزوح الذي ظل سمة معروفة لديهم حينما يشتد إوار الحرب والتفلتات الأمنية والضلع الثالث هو والد فقد إبنه وأم ثكلي حرقت حشاشة كبدها حين فقيد لها قتل بغير ذنب وأخ فقد سنده الأكبر الذي ينفق عليه اكلا وتعليما ورعاية ، ما يحدث في دارفوركل مرة ظل يتكرر نفس السيناريو ونفس حركة الأكشن السريع لكن يختلف المنفذون والة الفتك هي نفس الآلة، ماحدث بالأمس في شرق نيالا هو خير شاهد لهذه المهزلة التي ظلت تتكرر وحاكم الإقليم منشغل بما تم في رحلته التي تمت إلي أرتريا وكيف تحصل فيها علي مكاسب حيث لا مكاسب !
النوع الرابع هؤلاء هم المغلوبون علي أمرهم ، ولا يجدي الحديث عنهم فتيلا ، هؤلاء الجنقوا مسامير الارض التي لم تثبت في هذه الارض فترة من الزمان ، يخرجون صباحا باكرا ويعودون بالمساء ومن وجد لقمة تعينه علي هذا الزمان الشين حمد ربه وإن لم يجدها حمده ، ينظر إلى أمل قادم ينتشله من وهدة الشظف والعنت والمشقة وظلم الحياة ، فيا أيها المنتفخون جضوما اتقوا الله في هذه البلاد واتقوا الله في هؤلاء المساكين وخافوا من يوم لا يحمل الإنسان فيه إلا عمله ، يوم تجتمع فيه الخصوم لا الجضوم .