من أعلى المنصة
ياسر الفادني
خميسك…. تحسس قميصك !
كل الأيام في هذه البلاد صارت واحدة ، لافرق بين سبتها ولا خميسها ، يوم الخميس كان بالأمس يوما مميزا وتستعد له ولو تبيع قميصك ! كما يقول المثل ، الان لايوجد قميص اذا اردت ان تبيع إلا (غايتو) (تبيع فنليتك) !، لقد ورمنا من السياسات المتقلبة إما باردة جدا كالبرود الذي أظهره الذي استقال وذهب وإما حارا ساخنا كما صيف وزير المالية الذي تكاد الشمس فيه أن تكون علي بعد ميلين من الرؤوس ، لاربيع يأتي….. ولا نسيم عليل يسري .
واعدتني يوم الخميس وقد مضي
من بعد موعدك الخميس الخامس
وعود ظللنا نسمعها ولا جديد فيها ، حقبة سياسية مكثت اربع سنوات وصلنا فيها لأكثر من مانتي خميسا ، كل خميس يأتي علينا يكون أسوأ من الخميس الذي سبق…
حالنا أصبحت كحال الشاعر الأموي أبو دلامة عندما شكي حاله للحاكم الأموي انذاك منشدا:
هاتِيكَ والِدَتي عَجُوزٌ هِمَّةٌ
مِثلُ البليَّةِ دِرعُها في المِشجَبِ
مَهزُولَةُ اللَّحيَينِ من يَرَها يَقُل
أبصَرتُ غُولاً أو خَيَالَ القُطرُبِ !
حالنا يرثي لها ، نعيش في ظل دولة لم تتقدم سياسيا ولا إقتصاديا ولا اجتماعيا لا ندر أين يذهب المطاف؟ ، لا أرضا قطعنا ولا سماءا وصلنا ، ظللنا معلقين كالخراف التي اعاليها أصبحت اسأفلها و يجري لها السلخ..
أين تسهر هذا الخميس؟عبارة افتقدناها ، برامج ترفيهية وأشكال متعددة من الترفيه واللهو المباح للكبار وللصغار كانت ، اليوم الخميس سوف لا يخرج أحدا من منزله لان اليوم فيه (كتمة) والكتمة ظلت عبارة متعارف عليها لأصحاب السوق ، والكتمة تعني أن هنالك موكبا سوف يسير اليوم مليونية كما يدعون ، تبدأ بالهتاف وتنتهي بالفقد والخراب وبيانات من هنا ومن هناك ولا جديد ، سوف نسهر هذا الخميس في فيلم الأكشن العجيب هذا اصيب وهذا قتل وهذا بطل اصطاد البمبان وقذفه تجاه الشرطة العدو اللدود له !
الطيور علي شاكلتها تقع (بردلب) ، هذا ينطبق تماما علي نظرة المجتمع الخارجي لحل الأزمة السودانية التي استفحل سرطانها في جسم الوطن بسبب المواد المضرة التي يدخلونها من ساس يسوس في بطن البلاد ، التعامل الخارجي مع الأزمة السودانية يتعامل من جهة معينة واذنابها ، هذه الجهة تسببت في الفشل الذي نراه ، فولكر يقابل فئة معينة وتتكرر ذات النسخة من الجهات التي تزور السودان بغرض الدراسة والحلحلة، يلبسون نظارات فيها عدسات تنظر صوب اتجاه واحد لاادر هل هم اعمياء أم يتاعمون؟
اذا جاء الخميس فلا تناموا فإن العمر أجمله الخميس ، عبارة كانت وسادت لكنها الآن بادت في هذه البلاد ، فهل يأتي خميس قادم ويذهب كديسه ويمن الله علينا فيه بخير وبركة وسلام. وننتظر الجميل القادم بعده كما غني إبن البادية طال انتظاري… ليلة السبت .