من أعلي المنصة
ياسر الفادني
غرقانين في فنجان موية !
بكت الجبال علي غياب نسورها …. والجو أصبح مسرح الغربان
والأسد قد حبست وذل شموخها …..والغاب أصبح مرتعا للفئران ، كأن هذا الشاعر الصنديد يصف حال هذه البلاد ،
لا أسود تزار لتخيف من طغي وتجبر كأنهم رضعوا من لبن النعاج الوديعة !! ، لا صقور هنا جارحة تفرض سيطرتها علي الأجواء بل الغربان هي من تسيطر شكلها قبيح ونعيقها يشمئز منه الناس وليس لها أسراب كثيرة لكنها تحسب بالأصابع وصوتها حاد ومابين نعقة و أخري تنعق ثانية وهكذا الحال !!
الآن نفتقد الخطاب المتعقل ، الخطاب الذي إن سمعناه يمكن أن نقول فيه جديد ، الخطاب الذي يفعم بالبشريات ، الخطاب الذي نسمع فيه : فعلنا كذا والمستفيد مما فعلنا العدد الفلاني أو القري الفلانية أو المدينة الفلانية ، كل هذه الأشياء غير موجودة تماما ولا نسمعها
وضع مأزوم حتي الأخبار فيها مأزومة ، كل يوم نصحو علي أنغام خبرية شاذة لا هارمونية فيها وزمنها (فارق) ! والذي يغني داخلها أشتر !! والذي يصفق أشتر!! والذي يرقص يعرض خارج الحلبة !! ، نسمع ونري ما لا يفيد ولا ينفع الناس ، هؤلاء يعقدون مؤتمر صحفي حصيلته صفرا كبيرا ، وفولكر يلتقي وتارة يصرح ولا( عقادا نافع) في كلامه ، وهذا يخاطب ولا جديد وهذا يقول ولا فعل ، هؤلاء كلهم كالضفادع نسمع لهم صوتا وليس لهم حركة تحرك المياه التي في البركة الآسنة لكي تمر !
صديقي الكاتب الصحفي اللامع عاصم البلال سألني ذات مرة يا فادني البلد ماشة وين ؟ قلت له والله ماعارف هي ماشة ؟ إنت عارف؟ قال لي ابدا والله ، السؤال يطرحه الكل ولا نجد عليه إجابة والله أعلم من الذي يعرف الإجابة إلا رب العالمين ، لكن يمكن الآن أن نجاوب أن هذه البلاد ماشة ( السما الاحمر ) هذه العبارة يطلقها الشخص الذي به غضب وسأله من اغضبه أين ذاهب ؟ فيرد عليه المشتط غضبا : طاير فوق ( السماء الأحمر ) وحتي السماء الأحمر لا أحد يعرفه ولا أعتقد أن غاضبا وصل إليه!
اوصاف يمكن أن نطلقها علي هذه البلاد للأسف الشديد أنها بلاد السجم والرماد طالما يسكن فيها فولكر ويأمر وينهي !! ، بلاد بلا وجيع طالما فيها مرتادي السفارات ، بلاد( عايرة وماخدا سوط) بدون برنامج اقتصادي ولا سياسي ، بلد في ضهر مرفعين ذاهبة إلي السما الأحمر وليس السماء ذات البروج ! ، نحن الان نغرق داخل ماء في فنجان ونتنفس تحت الماء ونصيح : إنا نغرق ….إنا نغرق …إنا نغرق ، لك الرحمة يا العندليب عبد الحليم حافظ ولنا الرحمة لأننا ميتين في عداد الأحياء ! .