من أعلى المنصة
ياسر الفادني
بلاد الله فوق زو زو !!
(القونة) عندما تغني في الحفلة تبدأ بأغنية جادة وغالبا ماتكون لفنان معروف بعينه ، ومن ثم تتخذ منوال أغاني آخر تعتمد فيه علي النغمة الراقصة وتطغي فيها صولات العازف صوتا طولا وعرضا وانخفاضا وعلوا !! وتبدأ في إطلاق ( الكلام الخارم بارم) و الناس يرقصون وربما من يهمس في اذنها من المهججين أن تذكر أسمه او قبيلته اومهنته وهاك ياشكر وزخات مطر الضحاكات من فوقها تتساقط عليها !! وهكذا تستمر القونة في خرمجتها الغنائية وعندما تذكر (حيا) مثل العباسية مثلا يصيح أهل العباسية وعندما تذكر الشنقيطي يزداد أهل الشنقيطي طربا وصياحا ويعلوا الغبار من فوقهم هجيجا و (زنقا) !
الوضع السياسي الغريب في هذه البلاد يشبة حفلة هذه القونة ويشبه غناءها ويشبه الذين يرقصون كلما إحتدمت الصولة الغنائية نغما ، الكل يطلب أغنية خاصة بهم من القونة منهم من يطلب( الشلب السياسي) !! ومنهم من يطلب( ياتباشي… تعال لي عندي مبادرة ) !! ، ومنهم من يطلب أغنية لجهة سياسية بعنوان (هي دي مالا ) ؟ ومنهم من يطلب( ياسواق اللوري سوق بيا في الدقداق) !! وهكذا تستمر الحفلة السياسية وتنتهي بيا حمامة مع السلامة وربما تحدث معركة ذات الكراسي !
قادة الرأي وأهل الحكم وأهل الحل والعقد ينتظرون توافق المدنيين لتشكيل حكومة مدنية لما تبق من الفترة الإنتقالية التي لا نعرف متي تنتهي ؟ وليس هنالك موعد مضروب لنهايتها و (لو في زول عارف يوريني) ! ، الفترة التي أعطاها البرهان للمدنيين للتوافق قد طال أمدها مقارنة مع العجلة السريعة التي يسير عليها التدهور في هذه البلاد جراء الفراغ المدني في الحكم وإستلام المناصب بالتكليف!
أربع مبادرات الآن في الساحة السياسية أطروحة التغيير الجذري التي يتبناها الحزب الشيوعي والإعلان الدستوري لقحت المركزي ، والاعلان الدستوري لقحت التوافق الوطني ، ومبادرة الطيب الجد ، الأخيرة (حَلتُها) نضجت قبل يومين ولا زالت ما فيها (يجقجق) في إنتظار( الغَرَاف) ! ، الباقيات لا زلن ( تومهم وشمارهم) علي النار !! ، المبادرة الأولي لم تلق حظها من الرواج والثانية يدعمها فولكر والثالثة يدعمها أهل المال والمناصب والذهب اما مبادرة الطيب الجد يتبناها ويدعمها الأكثرية وهي أكثرها جدية ، ياتري أي مبادرة منها يقبل بها البرهان ؟ وهل بالإمكان أن تجمع كل هذه المبادرات لأصحاب الإختلاف في مبادرة واحدة؟ ، أعتقد سوف يصعب هذا الأمر كثيرا لأن هنالك عدم إعتراف من أصحاب مبادرتين باللذين يحكمون الآن ويصفونهم بالانقلابيين ، المسألة الثانية أنهم أيضا لا يعترفون بأصحاب المبادرات الأخرى ويعتبرونهم إما سدنة للنظام السابق أو يدعمون الإنقلاب
الوضع السياسي الآن شائك المعالم و وعر الطريق ، البلاد بهذا السبب تسير من تدهور إلي تدهور كل يوم ، لا بصيص أمل يري حتي الآن ، الكل هنا سياسيا يسعي للفرض و القبول بما يقرر ، يريد أن يمرر اجندته بدون مسآءلة أو مراجعة ويرفض الآخرين ، البرهان يتفرج والعالم يتفرج…. وفولكر يتفرج !! ولا يدري ماذا يفعل؟ هل يصبح ناشطا يتبع النشطاء؟ أم يصير مريدا؟ أم يتبع أهل الثلاث أضلاع الذهبية ؟، أما الشعب فهو يتفرج علي السياسيين الذي يراهم يرقصون علي نغمة ( الله فوق زوزو) ولايعرفون من هي (زوزو) ؟ و لا يدرون هل زوزو (تعبانة ) !! أم عيانة !! ، المهم أنهم يهججون هجيج المشاتر ! ( إني من منصتي أنظر….حيث لا أري الآن….. إلا وطنا يضيع ) .
زوزو التي يتغنى بها السياسيون هي السلطة التي يحلم بها جمعهم ( الغبيان).. ولو علموا المسئولية الكبرى امام الله عن زوزو واخواتها، لفروا منها فرار الغزال من الاسد..ولكنهم في( غباهم) يعمهون.
اللهم اصلح حال الراعي والرعية..وهيئ لنا من امرنا رشدا…