(1)
قضية الفيديو المسرب التي تشغل الراي العام حالياً وتثير جدلاً عظيماً في الساحة السودانية، تحتمل أمرين، إما تكون واقعة صحيحة وواقعية تعكس نموذج لعقلية منحطة وسلوك سافل، أو أنها واقعة غير صحيحة ومفبركة، وفي هذه الحال أيضاً تعكس مستوى انحطاط أخلاقي وسلوك رديء، وتنبئ بانحدار فظيع… لهذا نقول إن الواقعة إذا كانت صحيحة وغير مفبركة أو كانت مفبركة وغير صحيحة سيظل الجرم واحد والانحطاط الأخلاقي فيها واحد والجريمة نكراء تنبئ بشر مستطير ، وفي كلا الحالتين الأمر عظيم وجد خطير يعكس حجم الدرك السحيق الذي انحدر إليه الناس، سواءً أكانوا محامين ، أو إعلاميين أو ساسة حزبيين أو ناشطين… لأن هذه الفئات التي سبقت إليها الإشارة والتي تدور حولها شبهة الفعل أو الفبركة هي مؤثرة في صناعة المشهد ، ولها تأثيرها على الرأي العام وتعبئته نحو الخير أو الشر.
(2)
إذا أخذنا مثلاً السيناريو الأول واعتقدنا بصحة الواقعة ، فهذا يعني أن هناك قضية خطيرة تعكس سلوكاً مدمراً للمجتمع وجريمة تهدد النسيج الاجتماعي ومجاهرة بعنصرية بغيضة ، وهنا لا بد للدولة أن تأخذ الأمر موضع الجد وتدرك أن هناك مهدداً خطيراً لا بد من مواجهته بحسم وحزم شديدين …
أما إذا افترضنا أن الذي حدث وسمعه الناس بشكل واضح وصريح هو كذب وفبركة، والغرض منه خلق فتنة وإيقاع الناس في حبائل العنصرية البغيضة، فإن الأمر سيان فهنا أيضاً القضية لا تختلف عن السابقة، فالذي يبتغي الفتنة والفساد في الأرض وهتك النسيج الاجتماعي لا يختلف عن العنصري البغيض الذي يتنفس العنصرية البغيضة، فكلاهما يهدم ولا يبني ويدمِّر ولايعمِّر ويمزق ويشرذم ولا يرتق…
(3)
على الجهات المختصة التي يقع على عاتقها حماية المجتمع من الفتنة وأمراض العنصرية والتهديدات الأمنية التي تواجه أمن المجتمع وسلامته، أن تواجه هذه القضية بكل حسم، وألا تمر كغيرها من القضايا التي تحمل مؤشرات خطيرة للغاية ولا يأبه بها الناس، على أجهزة الدولة المختصة ألا تتسامح ولا تتهاون مع مثل هذه القضايا التي تشكل جريمة نكراء ومهدداً أمنياً خطيراً …
على أجهزة الدولة المختصة أن تباشر تحرياتها وتعلن للرأي العام من المذنب ومن المفترى عليه ، ومن ثم تشرع في معاقبته لكي يكون عبرة للذين من خلفه ، وموعظة للآخرين … فأمن وسلامة المجتمع فوق كل الاعتبارات ولا تهاون ولا تسامح مع هذه الجرائم التي تهدد أمن وسلامة المجتمع، فهذا سم زعاف فاجعلوا لهذا السم ترياقاً …اللهم هذا قسمي فيما أملك…
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الـله، وثق أنه يراك في كل حين.