و حوار إماراتي سوداني قبل يومين ….
و ما حدث في الحوار هناك .. ( و هنا قبل السفر) إن كان من يرسمه هو البرهان فهو .. قائد ..
و إن كان من يرسمه هو مفضل مدير المخابرات فهو عبقري مخابرات
و إن الرسم من أصابع علي الصادق ( الخارجية) فهو مقامر (القمار) مرعب ..
و إن كان هو جبريل ( المالية) فهو اليهودي الذي يضع الجردل
(اليهود و لأنه محرم عليهم حلب البقرة يوم السبت .. و عليهم حلبها على الأرض فإن اليهودي يضع الجردل تحت أثداء البقرة … ليأتي آخر و يحلبها بإعتبار أن الأول لم يحلب البقرة و أن من حلب إنما كان يقصد حلبها على الأرض و أنه ليس مذنباً إن كان هناك جردل ..)
……….
و وفد السودان للإمارات كان يتناول كل الأحداث في الشهور الأخيرة و ينسج منها قميصه
و من الأحداث التي يستخدمها الوفد في النسيج كان هناك سعر الدولار الذي يصبح کارثة و كان هناك سد النهضة الذي يبدأ العمل الأسبوع الأسبق … و .. و … و حتى حرب أوكرانيا الشهر الماضي ..
×× حتى العجز المخيف الذي يبديه البرهان الشهور الأخيرة كان شيئاً تستخدمه خطة المحادثات ( و العجز البرهاني كان حقيقياً … لكن البنسلين كان يُستخرج من الجرح المتقيحة )
الوفد يستخدم العجز هذا غطاءً لما يجري إعداده
…….
و مكتب البرهان يتلقى دعوة الإمارات …
و مكتب مفضل مدير المخابرات يتلقی التقارير عن أن قحت طلبت من المخابرات دعوة البرهان .. الضعيف جداً حتى تجعله يوافق على إقامة حكومة
لأربع سنوات ..
و فيها كل الجهات ..
و المهم هو أن تكون قحت فيها حتى إذا تمكنت أصبحت هي … ديك العدة
و الإمارات و حتى لا تبدو و كأنها تمثل رغبات قحت الإمارات تعرض مقترحاً
بحكومة من كل الجهات
و لأربع سنوات
و المفاوض هناك يدس المطلب الأول ببراعة في جوف الحديث و يطلب إطلاق سراح المعتقلين
و حتى لا يبدو الإقتراح و كأنه يمثل قحت فهو يطلب إطلاق سراح ( کل ) المعتقلين …
و لأن كلمة (كل) تعني الإسلاميين و لأن الإمارات لا تطيق هذا فإن الإقتراح الإماراتي يقترح : ۔
السماح بالطرق الصوفية و الجماعات الإسلامية/ و تعريف كلمة جماعات هنا يحتمل و يحتمل/ … بالعمل
و الوفد الإماراتي في المحادثات يأتي بعشرة عشرين موضوعاً مختلفاً و يفاجأ بأن الجانب السوداني لا يفاجأ …
و ما لا يعرف أحد هو أن مجموعة الأربعة هذه جبريل و البرهان و مفضل و الصادق و آخرين ظلَّوا يجتمعون تحت الليلات و يفترضون كل ما يمكن أن تأتي به المحادثات و يعدون الإجابات ..
و هكذا كانت الملفات تحمل حديث الفشقة …. و حديث المال … و حديث روسيا و التعامل معها … و حديث الميناء .. و حديث سد النهضة .. و حديث الفترة الإنتقالية … و حديث المحاكم و المعتقلين .. و ..
و إلى درجة تقاسم الإجابات …. و من … يجيب على .. ماذا
و في الجلسات بعض الأداء كان هو
عند طلب إطلاق سراح المعتقلين من قحت … بدعوى التمهيد للمصالحة البرهان يميل إلى الخلف و مدير الأمن يزحف بمقعده إلى الأمام ليقول
- المعتقلون هولاء لم يكن إعتقالهم بتهم سياسية …. بل تهم جنائية مالية و الرجل الذي يعلم أنهم سوف يعتبرون حديثه إجابة دبلوماسي سخيفة
يرفع حقيبة من تحت أقدامه ليقول - هذه هي الملفات …. أذكروا لي إسماً من المعتقلين لأذكر أنا تهمته الجنائية …
و الحديث …. حديث الإصلاح و المصالحة و الخطوة الجديدة المطلوبة الحديث يذهب إلى … السودان …. روسيا …. إثيوبيا … اليمن .
و البرهان يقول بنغمة محسوبة - تعلمون أيها السادة إن العالم اليوم يدخل مرحلة جديدة … و أن أسلوب المحاور ينتهي
و الإجابات التي تصل حد الاجابة بالملفات تكشف أن الوفد السوداني جاء بعد مذاكرة طويلة
و عن روسيا و الإتفاقيات الصادق ينحني إلى الأمام ليقول إن
: – كل إتفاقيات السلاح والقمح مع روسيا تمت في عهد البشير و تعلمون أنتم أن الإتفاقيات الدولية لا يمكن نقضها بكلمة في ساعة غضب ..
و جملة الإتفاقيات الدولية تفتح باباً جديداً
الباب الذي يصبح شاهداً على جدية و مقدرة كل طرف
و البرهان يقول
نحن نشكر الإمارات على الإسهام في حل مشاكل السودان و نحن نطلب أن تجعلوا إثيوبيا تعترف بإتفاقية ۱۹۰۲ التي تلزم كل طرف بعدم التصرف في النيل منفرداً ..
و الحديث عن إثيوبيا يقود إلى الحديث عن الفشقة … و كلمة الفشقة تعصر إصبع الإمارات هناك
و مثل حسم الملف الروسي البرهان يقول إن الفشقة ليست للإيجار و إن الجانب الإثيوبي عليه إبعاد قواته سبعين ميلاً
…….
و الجانب الإماراتي و كأنه يُذكِّر الجانب السوداني بشيء يقود إلى الحديث عن التمويل
و الجانب الإماراتي يُقدِّم مبلغاً هائلاً و يعد بالتنفيذ بعد شهرين
و البرهان و الوفد كلهم يشعر في الحال إن كلمة … شهرين … جاءت غير محسوبة و جبريل يميل إلى الأمام ليقول إن السودان لقي ما يكفي من الوعود التي لا يجد في صحرائها ماء .. و يطلب / للجدية / إرسال مبلغ يجعل بنك السودان يصدر به نشرته
و الخارجية و كأنها تمسح ظهر النحاس للضرب تُذكِّر أن قطر مشكورة قامت بكل ما تعهَّدت به في دارفور ..
و الحديث يمتد
و ما ينتهي إليه الحديث إفتراضاً هو
أربع سنوات فترة للهدوء
و تحت حكومة فيها كل الجهات
و لا معتقل سياسي واحد
و قضاء مستقل
و جذور جديدة للإقتصاد
و ….
يبقى أنه دون قانون عنيف جداً هنا فإن شيئاً من هذا لن يتحقَّق ..
يبقي ما أشار إليه صديق لنا يقرأ المقال ثم يقول
: – هه … قلت إن جبريل مثل اليهود ؟
و نقول : – حسبنا الله …. قلنا إن البعض يتحايل على ما يريد مثلما يتحايل بعض اليهود في حكاية البقرة و الحلب.