لقد تناولت في مقال سابق و تطرقت فيه لمعاناة المزارع خلال الموسم الصيفي الحالي وماتعرض له من خسائر جراء التكلفة العالية وبجانب ذلك تدني سعر المنتج لكل من الذره والسمسم والقطن المطري ولقد إكتسب المزارع خبرةً كبيرةً في زراعة القطن المطري والذي في السابق كانت زراعته حكراً على المشاريع المروية ولقد توسعة زراعة القطن خلال الخمسه أعوام السابقة مطرياً وحقق إنتاجية عالية جداً إلا أنه وبكل أسف ماتعرض له المزارع خلال هذا العام من خسائر فادحة بسبب السعر المتدني لقنطار القطن و الذي لم يتجاوز ٢٦٠٠٠ج في السوق سوف يجعل المزارع عارضاً عن زراعته مستقبلاً وبالتالي سوف نفقد محصول نقدي هام بجانب محصول السمسم ويحدث كل ذلك والحكومة بكل أسف تقف على رصيف المتفرجيين وعليه حتى ولو تدخلت الحكومة في الوقت الراهن نرى أن هذا التدخل سوف لن يجدي نفعاً وذلك لخروج المحصول من أيدي المزارع وأصبح في أيدي التاجر والذي قام من نومه ولقى كومه كما في المثل السوداني وبدون عناء وعرق يتصبب.
أما مزارعي المروي (الشتوي) سوف تدور الدائرة عليهم وسوف يواجهون نفس المصير (وبلوا رؤوسكم) في ظل الإرتفاع الجنوني لسعر جوال السماد 50 كيلو حيث بلغ35000ج في السوق السوداء وبالتالي كم نحتاج من السماد لحواشه مساحة 5 فدان؟ وكم المبلغ المطلوب لتغطية شراء 20 جوال سماد؟ وكيف يتسني لمزارع أن يحقق عائداً في ظل التكلفة العاليه للسماد ناهيك عن تكلفة الوقود والأيدي العامله وخلافه.
وعليه لاتقف بلاوي ومحن المزارعين عند هذا الحد فلقد تعرضت مساحات شاسعة للعطش في مشروع السوكي الزراعي 44 ودتكتوك بسبب تعطل طلمبات الري ، والسؤال الملح من هو المسؤول عن ذلك الفشل ؟ ولماذا لم تتم الصيانة الكاملة لطلمبات الري؟ ومن يتحمل خسارة المزارع ؟ أسئلة مشروعه تحتاج لإجابة من أجل أن يحاسب من تهاون في عمله لا عاطفة أو مجاملة أو عفا الله عما سلف أو البلاغ محفوظ ضد مجهول
هذا هو وضع حال المزارع وهو يكفي عن السؤال وهذا هو حال ومستقبل الزراعة الكارثي و لاحياة لمن تنادي فالكل مشغول بحاله وذاته الضيق والبلد في خبر كان.