مقالات

محمد عبد الماجد يكتب: كل (6 أبريل) وأنت بخير

الراى السودانى

(1)
تبقى التحايا والتقديرات لهذا الجيل الذي عرف ان يصنع من رائحة (الاطارات) المحروقة رائحة (الصندل).
اضحينا نستنشقها (صندلاً).
كان الناس في ثورة ديسمبر المجيدة يستنشقون رائحة (الاطارات) في الطرق والجسور فيشعرون بالانتعاشة والحياة والامل.
بعض امالنا كانت في (الاطارات المحروقة)… بعد ان احرقت (قلوبنا).
لقد نجح هذا الجيل في ان يجعل الشعب يدمن رائحة (البمبان) وهو في الميادين والشوارع تطارده وتلاحقه ميليشيات امن البشير، عندما كانت قواته المتعددة تحسب الخروج عليه (كفراً).
لقد كنا في ثورة رجب ابريل المجيدة نغني للثورة رجوعاً لثورة اكتوبر (التقى جيل البطولات بجيل التضحيات) – لم نكن ندرك ان هذا الامر يمكن ان يتحقق في نفس اليوم (6 ابريل) وفي نفس المكان (محيط القيادة العامة) وجيل ثورة ابريل يلتقي بجيل ثورة ديسمبر.
تحقق لنا هذا الالتقاء (الثوري) بين جيلين ليضاهي التقاء النيل الازرق بالنيل الابيض في مقرن النيلين.
التقاء جيل البطولات بجيل التضحيات تمثل في ثورة ديسمبر المجيدة في ان الامهات كن كلما خرج اولادهن في المساء يطلبن منهم عدم التأخر والعودة سريعاً – إلا عندما كانوا يقولون لهن انهم خارجون ضد نظام 30 يونيو او انهم ذاهبون الى ميدان الاعتصام في محيط القيادة العامة للقوات المسلحة. رغم ان الامهات كن يعرفن ان البمبان والرصاص ينتظر اولادهن في الطرقات.
(2)
قلت كثيراً اني لم اجد اعظم من شجاعة السوداني ومن بسالته التى جاءت في هذا الوصف الشعري والتاريخي الذي كان في نشيد (عرس الفداء) ووردي يغني بصوته البعانخي الشامخ (حينما استشهد في مدفعه عبدالفضيل)، لم ار اعظم من هذا الصمود إلا عندما استشهد في (ترسه) محمد عيسى دودو والذي قتل وهو ما زال طفلاً يحرس التراب والحجار… ربما استمد البطل عبدالفضيل الماظ قوته وشجاعته من (المدفع) الذي مات وهو في حضنه – لكن ماذا عن محمد عيسى دودو وهو يموت على (ترس) لحماية اخوة له في الاعتصام.
لقد كان قلب هذا الفتى اكثر صموداً وقوة من تلك (الحجار) التى هزها رصاص مليشيات النظام ولم تهز قلبه.
(3)
لا نعفي انفسنا من التقصير ولا نبرئها – فقد منحنا ثورة عظيمة ولم نعرف بعد الحفاظ عليها والتقدم بها.
الاستمرار في القمة اصعب من الوصول اليها.
نحن ما زلنا حتى وقتنا هذا نكتفي بأن نلعن (ظلام) العهد البائد، دون ان نوقد (شموع) العهد الجديد.
لقد اوقد الجيل الجديد حياته وعمره واجساده من اجل الثورة – ولم ننجح حتى الآن في ايقاد (شموع) مقابل اولئك الشهداء الذين اوقدوا لنا ارواحهم.
ندخل بعد ايام قليلة على العام الثالث من سقوط نظام البشير، ومازالت محاصصاتنا بعد كل العطاء الذي قدم في الثورة مبنية على الكراسي والمناصب واللجان.
لم تتحقق (العدالة) بعد – ومازال (السلام) عبارة عن (كعكة) تقسم في القصر الجمهوري.
البرهان وحميدتي وحمدوك لو كانوا اسماء (محطات) مواصلات في الطريق الى الثورة بالوادي او الشنقيطي او حتى النص لكان عطاؤهم اعظم من هذا العطاء الذي يقدمونه لنا الآن.
(4)
بغم /
الى الدكتور عبدالله حمدوك رئيس الوزراء /
في خطابك القادم عن ثورة ديسمبر المجيدة وانت تحدثنا عن العبور والانتصار وعن الدول المانحة والعدالة والحريات والسلام – لا تنسى ان تحدثنا عن (الكهرباء).
لقد اتينا اليكم ونحن نطالب بالعدالة والسلام والحريات وخرجنا منكم ونحن نطالب بالكهرباء!!
الى هذا الشعب العظيم /
كل (6 ابريل) وانت بخير – يبدو اننا في حاجة كبيرة لـ(6 ابريل) اخرى في شهر مايو القادم!!
(وإنت تلقى مرادك والفي نيتك).

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى