غير مصنف --

عبداللطيف البوني يكتب: الدولة، الدولة أين الدولة ؟

(1 )
أهو الحكومة موجودة ممثلة في مجلس الوزراء ومجلس السيادة و(ملحقاتهما) وأخيرا أضيف إليهم ولاة الولايات، فالحكومة موجودة أكان ضعيفة كان قوية وهي تملأ نشرات الأخبار وتوقع الاتفاقيات أكان في جوبا ولا أكان في أديس وتكون اللجان وتقابل الوفود من الداخل ومن الخارج . المجتمع الحمد لله موجود ويظهر ذلك في الأفراح والأتراح ومساعدة المنكوبين وسد الناقصة طبعا مع وجود مجارمة، ويظهر وجود المجتمع أكثر في زعامته القبلية والدينية الذين بدأوا يزاحمون الحكومة في الظهور الإعلامي وما فيش حد أحسن من حد، ولكن السؤال أين الدولة ونقصد بالدولة هنا جهاز الخدمة العامة بشقيها المدني والعسكري أي الجهاز البيروقراطي الذي يبدأ بالوكيل وينتهي بغفير البوابة، فهذا الجهاز هو المناط به تنفيذ سياسة الحكومة لمصلحة المجتمع، هذا الجهاز هو الذي يربط بين المجتمع صاحب الجلد والراس والحكومة فهو (مسمار النص ).

(2 )

حالة الثورة التي نعيشها منذ ديسمبر 2018 وحتى يومنا هذا جعلت مكاتب الدولة بدون رابط أو ظابط وأغلقت المدارس والجامعات والمستشفيات وعطلت المحاكم ومكاتب الحكم المحلي و…و… حتى القطاع الخاص المنظم وغير المنظم تأثر بحالة عدم الاستقرار الإداري الذي ضرب الدولة، ثم جاءت جائحة الكورونا والتي كانت بمثابة رصاصة الرحمة على جسد الدولة المسجى أصلا فتوالى تعطيل دولاب العمل في دواوين الدولة شهر وراء شهر ثم قررت الدولة الرفع الجزئي للإغلاق وواصل الجميع نومهم اللهم إلا يوم الماهية تلك التي (طمبجها) إبراهيم البدوي. فأصاب جهاز الدولة في مقتل لأن كثيرا من الجهات لم تطقها ماليا كما أن انسياب المرتبات الشهري أضحى في غاية الصعوبة لضخامتها والحال هكذا كثرت الإضرابات والاحتجاجات والوقفات ثم جاء فيضان النيل فأعلنت بالأمس حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر (عايرة وأدوها سوط ) فظهرت العجوزات –جمع عجز- في الضرائب والجمارك وكل المؤسسات الإيرادية وقال القطاع الخاص المنظم الروب أما غير المنظم فأصبح كل العاملين فيه من مستحقي الزكاة، والزكاة نفسها أصبحت (لافة صينية) كبقية مؤسسات الدولة.
(3 )
لقد دخلنا الآن الربع الأخير من 2020 هذه السنة الجميل رسمها القبيح فعلها (استغفر الله العظيم ) وبهذا نكون قد شارفنا العام الثالث دولتنا في حالة تراخي وفوضى إدارية واذا استمر الحال على ما هو عليه الآن سوف يروح جهاز الدولة في خبر كان وهذا يعني انهيار الركن المعنوي لدولة اسمها السودان ويصبح تمزيق الأرض أسهل من شراب المويه. فيا حكومة الثورة أكربي قاشك شوية وأعيدي الفاعلية لجهاز الدولة فأي شخص يتعاطى قرشا من خزينة الدولة عليه ان يذهب الى مقر عمله وعلى موظف الدولة أن يأتي على نفسه من أجل الوطن ولا يتعلل بالظروف وعلى المشتغلين بالسياسة ثوارا كانوا أو غيرهم ان يضعوا الأجندة السياسية جانبا ويلحقوا الوطن، فالسياسة ملحوقة ولكن الوطن اذا ضاع –لا سمح الله – فلن نجد مكانا نمارس فيه السياسة وعلى الذين يخشون تقسيم السودان او انهيار السودان ووقوعه في الفوضى التي ضربت دولا أخرى ان يعلموا أن ما يجري في جهاز الدولة الآن يمكن أن يكون مقدمة لتلك السيناريوهات البشعة . شكرا السيد مدير عام الشرطة الذي أعطانا استثناء كما سنرى غداً إن شاء الله.

صحيفة السوداني

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى