غير مصنف 2

هل أتاك حديثُ السلام؟.. بقلم العيكورة

السودان اليوم:
اللهم أنت السلام ومنك السلام تعاليت ربنا يا ذا الجلال و الاكرام اللهم فأنزل علينا السلام و أحفظ بلادنا من شر المتربصين اللئام ، التوقيع بالاحرف الاولى على إتفاقية السلام بين الجبهة الثورية (عقار ومناوي) يعنى أنه يحقُ للطرفين الرجوع للارادة السياسية لكل منهما واجراء التعديلات التى يراها كل طرف ثم الجلوس مرة اخري للاتفاق ثم التوقيع النهائي وهذا يعنى ان التوقيع بالاحرف الاولى لن يوصل السلام الى سدرة المُنتهي بل يظل بعضاً من أحلام الساسة التى لم تكتمل وقد يستغله الاعلام في كلا الطرفين لتحقيق المكاسب السياسية ويظل هشّاً (راكوبة) في المطر نحنُ لا نبخس السلام كقيمة سامية يسعى الجميع لتحقيقها ولكن هل هذه المرة الاولى التى يجلس ذات الفرقاء للتوقيع؟ وهل من وقعوا بكامل الحروف وليس الحروف الاولى التزموا بما وقعوه ؟ يظل هنا المحك والرهان الحقيقى و (الحفلة ملحوقة) الم يرقص هؤلاء و بذات الازياء والعصى في (نيفاشا) و(ابوجا) و(الدوحة) و(تشاد) ! لم يتركوا بقعة والا نشروا خلافاتنا فيها فهل حققوا السلام ؟ الم يكن السيد مناوي مساعداً للبشير ألم يكن عقار والياً والحلو نائباً لهارون الم يكُن الرجلين جزءاً أصيلاً من منظومة الانقاذ إذاً ما هو الضامن هذه المرة وذات (المصفقين) والشاهدين على التوقيع من الاوروبيين مارسوا ذات الصفقة في (جوبا) ثم انصرفوا بطائراتهم ينظفون أسنانهم بعد العشاء ! لا تحدثوننا عن وعودهم و حوافز السلام فهؤلاء لم يدفعوا شيئاً ولن دفعوا (مليماً) مهما علا صوتهم بالوعد ودونكم مؤتمر أصدقاء السودان ، لا أريد أن أخوض في تفاصيل الاتفاق فلا الذي أعطى يملكُ حق العطاء ولا الذي (قبض) يضمن وصول ما ظلّ ينادي به (الحكم الذاتي) ! أين المال الذي سيستند عليه الحكم الذاتى وأين المخصصات الاضافية التى ستترتب على خزينة الدولة من دمج قوات الحركات المسلحة بالجيش وهل ستوعب لوائح القوات المسلحة العريقة فرقاء ولواءات وضباط لم يروا الكلية الحربية في حياتهم أم أنه سيتم التفصيل والخياطة لتستوعبهم القوانين كما استوعبت عبد الرحمن الصادق المهدي خريج الاردن؟ نعم من أجل حقن الدماء قد يتم ذلك ولكن يظل السؤال القلق منذ استقلال السودان وحتى يومنا هذا ما الضامن لاتفاقيات السلام بالسودان ؟ كلهم قالوا ودعنا الحرب وكلهم اطلقوا حمامات السلام وكلهم رقص وهلل وكبر ولكنهم عادوا للحرب ! فهل سيتوقف الدعم الخارجى للحركات المسلحة وحقائب (الدولار) والفلل والسكن والمنح الدراسية المجانية لاسر قادة تلك الحركات و هل نتفاءل بعودة أسراب الطيور المهاجرة وأسرهم لاحضان الوطن أم أنهم سيعيدون ذات (الاسطوانة) نصبر (شويه) فالامور لم تستقر بعدُ وتبقى استراليا وكندا وبريطانيا هى الملاذ الامن لاسرهم و نظل في حكاية (كراع برّة وكراع جُوة) . (برأيي) أن الوقت ما زال مبكراً للاحتفال و الرقص فقد لا تنضج الطبخة ويطمئن الناس الا بعد عام وعامين من التوقيع النهائي وعلى الجميع أن لا يفرطوا في التفاؤل حتى لا تكون الخيبة كبيرة لا سمح الله لو إنهار كسابقاته من اتفاقيات السلام ، والسؤال المنطقي هو هل ستتوقف الاطماع الدولية لتقسيم السودان عند تحقيق الحكم الذاتى للمنطقتين ويرفعوا ايديهم ودعمهم للتمرد أم أنهم سيواصلوا التحريض والدعم المشروط لمنطقتى النيل الازرق وجنوب كردفان خارج اطار الدولة السودانية حتى يفتحوا شهيتهم للمطالبة بالانفصال الكامل و عندها سيكون الحكم الذاتى ما هو الا مرحلة عابرة وعتبة من عتبات (السلم) لتفتيت السودان الموحد . ثم من سيأتي بحركة عبد العزيز الحلو وعبد الواحد محمد نور لطاولة المفاوضات في ظل الشروط التعجيزية التى ظل يطالب بها الرجلان وهل إنسلاخ (الحلو) عن جوبا مغاضباً تم (ساي كدة) أم أن هناك جهات خارجية أشارت اليه يالخروج ! لذا اذا ظلَ السلام منقوصاً فسيظل الوطن كذلك ، و(برأيي) أن خبرات المفاوضين الجدد من حكومة (قحت) كان له أثر فعال في هذا العطاء السخى لمن حمل السلاح فالوثيقة الدستورية افسحت مجالاً واسعاً للسلام والاقتصاد ولكنها لم تعطى الحق فى القضايا المصيرية كالحكم الذاتي التى تحتاج لبرلمان منتخب وارادة سياسية مفوضة من الشعب و (برأيي) هذا يكفيه وهناً وضعفاً . فشل الحكومة في ادارة الملف الاقتصادي لم يجعل امامها الا ملف السلام و لو بهذه (الكلفته) لتقدمه للشعب كأحد الانجازات و سيجعلوا منه صنماً يُعبد .
قبل ما أنسي :ـــ
اليس كان من الافضل للحكومة لو ركزت جهدها في انجاح الملف الاقتصادي حتى توفر المال الداعم للسلام الذى أشك على مقدرتها لتأمينه وهنا سيدفع (الاجنبي) للحركات المسلحة وتدور طاحونة التمرد مرة أخري ( قلنا ليكم خلو العشاء ويكة لمن ربنا يفرجها لكن جريتو للضلع عند ناس جوبا)

The post هل أتاك حديثُ السلام؟.. بقلم العيكورة appeared first on السودان اليوم.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button