البرهان ومصر وجوبا و (تسعة) وحميدتي وحمدوك والسيول..
جهات كل منها هو حرف من كلمة واحدة..
الكلمة التي هي (قحت انتهت).
والجديد في الأمر هو أنه يصبح معلناً.
و.. تسعة التي تضم الأحزاب عدا الشيوعي اجتماعاتها تتدفق في الساعات الأربعين الأخيرة.. ليل نهار
تعد لما يأتي..
الاجتماعات نصف سرية لأنها رسالة نصف معلنة..
وما يتدفق هو فيضان النيل الذي يغطي نصف السودان وعمداً.. فمصر التي تريد إغراق حمدوك بسد النهضة.. تغلق بوابات السد من هنا حتى يفيض النيل خلف السد حتى يكاد يجف في مصر.
ومصر بهذا تعلن أنها تريد الجيش في السودان وليس (قحت).
وليس مدهشاً أن السيل الآخر الذي تصنعه مصر هو سيل العملة السودانية المزيفة التي تسكبها مصر في السودان وتشتري الدولار..
والبرهان يبلبط في سيل آخر اليوم.
سيل المطر والنيل.. وسيل استقبالات المواطنين له وصرخة التفويض..
واستقبال البرهان من هنا.. يقابله استقبال الوفد الذي ترسله (قحت) إلى كسلا..
والوفد هذا الذي يعود برأس مدلدل.
يقول إنه لم يستطع أن يحادث أحداً في كسلا. لأنه لا سلطة هناك..
وبعض الاستقبالات.. والذي له مذاق خاص أمس.. هو استقبالات الضيوف في بيوت تسعة.
وسيل الضيوف الذي لا ينقطع.. يعني أن كل أحد يشعر بأن الخطوة التالية هي الضيف الحقيقي هناك.. والذي يلتهم الشية والبصل احتفالاً بالعرس.. فاليوم البرهان وقوش وتسعة هم شيوخ الحلقة..
ومثل عودة وفد كسلا برأس مدلدل
يعود وفد جوبا للمفاوضات..
والحركات المسلحة هناك التي كانت تعتبر وفد حمدوك حليفاً لها تجد الآن أن قبول أو رفض أي اتفاق هو شيء يعتمد على قبول أو رفض الجيش له.
والجيش الآن/ بعد تفويض البرهان الذي أصبح صريحاً/ يرفض أي اتفاق ملوث..
وشخصية تجلس هناك صامتة.. كانت هي ما يصيب التمرد بالطمام..
الشخصية هي مندوب ديبي.
والحركات المتمردة تعلم أن ديبي هو عدوها الأول.
وديبي عدو لـ (قحت)
وديبي قبل ثورة الشيوعيين بشهرين كان يقول لحكومته إنه ذاهب إلى مصر.
ويجلس في طائرته وحيداً ويهبط في الخرطوم..
وديبي في مطار الخرطوم يغلق باب غرفة كبار الزوار خلفه ليقول للبشير إنه جاء لتحذيره من انقلاب يعده قوش.
والبشير لا يصدق.
وديبي قبل أن ينهض منصرفاً يقول للبشير في أسف:
السيد الرئيس أنا جئت أحذرك من انقلاب ضدك لأنك قبل سنوات أنقذتني من انقلاب كاد ينجح.
وحكاية الأيام الأخيرة نحكيها ما لم تقاطعنا دلوكة العرس..
صحيفة الانتباهة