لقي مقال د. ياسر أبشر حول امتلاك الجيوش في شتى دول العالم ، خاصة في امريكا والدول الغربية ، شركات ومؤسسات كبرى واستثمارات ضخمة خارج ولاية وزارات المالية في تلك الدول ، لقي ذلك المقال انتشاراً واسعاً في الاسافير ، وكان بمثابة الرد الحاسم والمفحم لدعاة تفكيك واعادة هيكلة الجيش السوداني ولمن ظلوا يتحرشون به ويستهدفونه لتحقيق تلك الغاية من خلال إخضاع صناعاته الحربية ومنظومته الدفاعية لوزارة المالية ، حتى يكون واقفاً (انتباه) امامها متسولاً عطاءها وراجياً رحمتها رغم فقرها المدقع الذي اجاع الشعب وافقره واحال حياته الى جحيم لا يطاق.
اراد مستهدفو الجيش السوداني ان يعود الى تلك الايام النحسات التي افتقر فيها الى ابسط المقومات القتالية واوشك ان ينكسر وينهزم امام قوات قرنق الغازية مما سنحكي عنه بعد قليل.
بعد ذلك وصلني عبر الاسافير مقال آخر من عبدالعزيز يعقوب المقيم بفيلادلفيا بامريكا اضاف فيه الكثير حول قدرات الجيش الامريكي الذي يعتبر دولة داخل الدولة من حيث الامكانات العسكرية والمادية ، ولعل اكثر ما لفت نظري في مقاله تأكيده بان موازنة الصناعات العسكرية في الولايات المتحدة في العام2017 بلغت (586) مليار دولار امريكي ، متوقع ان ترتفع الى (798) مليار دولار في عام 2022 .. وتزيد موازنة التصنيع الحربي الامريكي عن موازنة جميع دول مجلس التعاون الخليجي الست ، بما فيها السعودية وقطر والكويت والامارات.
وبالرغم من ذلك يخرج علينا د. حمدوك ببيان هزيل حاول من خلاله ان يغطي على فشله في ادارة الدولة وعجزه عن توفير ابسط مقومات العيش الكريم لمواطنيه بالقاء اللوم على الجيش الذي زعم أنه يستحوذ على معظم موارد الدولة في محاولة لتجريد الجيش من صناعاته الدفاعية حتى يسهل التقامه والتهامه في مخطط التفكيك لتحل محله قوات التمرد تمهيداً للسيطرة على الدولة السودانية وصناعة سودان جديد غريب الوجه واليد واللسان.
ما اظن شعبنا برجاله ونسائه نسي ترانيمه القديمة الممجدة ل(جيشنا جيش الهنا الحارس مالنا ودمنا) ، كما لا اظنه جهل او نسي أنه لا عاصم لدولتنا الهشة من الانهيار ولا ممسك لوحدتها الوطنية المستهدفة من داخل متمرد وخارج متآمر سوى القوات المسلحة السودانية التي لم تضع السلاح منذ ما قبل الاستقلال.
لفتت نظري تغريدة رائعة لأحد القراء قال فيها : (في عام 1988 الجيش ما كان عندو بوت ولا ذخيرة.. حسع بقوا يفتشوا في استثماراته ومنظومته الدفاعية التي دفعت للحكومة قبل اشهر مليوني دولار وصنعت الكمامات واجهزة التنفس)!
هذه حقيقة عشناها نحن الذين شهدنا تلك الفترة البائسة حين كانت المدن تتساقط امام جيش قرنق الذي كان في تلك الايام النحسات يهدد ويتوعد باجتياح الشمال بما فيه الخرطوم جراء عجز الجيش السوداني المتضور جوعاً ، عن مواجهته بعد ان بلغ به ضيق الحال درجة انعدام ما ينتعله الجنود الذين كانوا يقاتلون بلا زاد ولا عتاد في احراش الجنوب!
في تلك الايام النحسات بلغ بؤس الحال درجة ان ينعى الشريف زين العابدين الهندي نائب رئيس الحكومة ووزير خارجيتها ، حكومته بقوله : (لو خطفها كلب مافي زول يقول ليهو جر)!
إنه مخطط خطير ينم عن كيد عظيم .. يكفي أن يكشف الفريق ياسر العطا عن بعض تفاصيله بقوله إن وزير مالية حكومة «القحط» السابق ود البدوي طلب بيع شركة جياد لتسديد رواتب ثلاثة اشهر !!! وتساءل الفريق ودالعطا في تصريحه لصحيفة الانتباهة الصادرة يوم الاربعاء الماضي: (هل بعد ذلك سيطلب بيع دبابات لتسديد الرواتب)؟!
ليت رئيس الوزراء اطلع على تقارير كبار خبراء الاقتصاد ليعلم الحقيقة المرة ، بما في ذلك مقال مدير الضرائب الاسبق د. عبدالقادر محمد احمد والخبير الاقتصادي د. عادل عبدالعزيز الفكي حول القيمة السوقية لشركات الجيش والكيفية التي تسهم بها الصناعات الدفاعية في موازنة الدولة بدلاً من الاعتماد على تقارير مسيسة ومضروبة هرف بها بدون ان يعلم اي شيء عن حقيقتها في اطار حملات التضليل (السواقة بالخلا) التي يقتاده بها الشيوعيون الذين لا يزالون يصرون على الاستمرار في الامساك بمعولهم لتدمير الدولة السودانية التي تشهد تدهوراً مريعاً وانهياراً مخيفاً نخشى ان يؤدي الى انهيارها وذهاب ريحها.
صحيفة الانتباهة