السودان اليوم:
بالأمس تابعنا دموع الناطق الرسمى بإسم وزارة الخارجية سعادة السفير حيدر بدوي صادق فى لقائه مع قناة الجزيرة بعد إقالته اثر تصريح مثير للجدل عن تطبيع العلاقات السودانية الاسرائيلية قالت وزارة الخارجية أنه لا يعنيها فى شئ ورمت باللائمة على السفير ثم أقالته عن مهمة (النُطق) الرسمى بإسمها (أحبكم أحبكم أحبكم) هى كل ما فتح الله به على سعادة السفير وهو يعالج عبراته عبر الفضاء فى إعتذار هو أقبح من الذنب بأن ما قاله هو رأيه الشخصى كمواطن سودانى وليس كناطق رسمى لوزارة خارجية جمهورية السودان فى عهد النكبة الكبرى (قحت) (يا سلام عليك ياخ) وهل المواطن العادى كانت ستفتح له أبواب الاعلام والقنوات الفضائية؟ على كل حال دعونا نصدق سعادة السفير ذو الصوت الشجى الرائع مُنشد الجمهوريين الذى علمناهُ عبر مقطع (فيديو) إنتشر ليلة البارحة كشف لنا عن موهبه ما كنا سنعلمها لولا دموع (أحبكم أحبكم) و (برأيي) يجب أن لا نتوقف طويلاً عند كلام سعادة السفير فالحال (من بعضو) كما يُقال ولكن يجب التمعن والتفكر فى حال حكومة (لحم الرأس) الحمدوكية وحق لنا أن نتساءل الجماعة ديل (شايتين وين؟) والى أين تقودنا هذه الحكومة ومتى ستنتهى عجائبها السبعين التى أوصلتنا مرحلة أن يمتطي الناطق الرسمى لوزارة خارجيتها ظهر أربعين مليون نسمة ويسرق لسانهم خارج إطار المؤسسية والمهنية ويطلق لنفسة العنان خلف (المايك) يبيع ويشترى فينا، الخارجية أيام (الحاجة أسماء) لم تكن بأحسن حال من الوزير عمر قمر الدين وإن كان يُحمد للسيدة أسماء أنها كانت تُمارس وضع باطن الكف أسفل الحنك ولا تزيد فوق (بري يطرشنى) حتى عندما سُئلت عن دور وزارتها فى لقاء رئيس الكيان الاسرائيلى (نتنياهو) مع رئيس مجلس السيادة الفريق البرهان بيوغندا لم تكن لها إجابة غير ذات الجُملة تخيل عزيزي القارئ هذا حال وزارة محمد احمد المحجوب التى أطربت العالم لغة ورصانة وادباً وفهماً لا تعلم ما يدور خارج الاسوار وتسير بلا كوابح و بلا مواقف فهل لنا أن نلوم السفير الفنان (حيدر) ذو الصوت الشجى على (حتة كلمتين) تفوه بهما بعد كل هذا الاعتذار والدموع؟. وقد ظلت مهمة وزارة الخارجية (من زمان) هى إصدار البيانات المنقولة حرفياً عن ميثاق الامم المتحدة و البند السادس والسابع ممهوراً بتوقيع (الحاجة) . إذاً (برأيي) يجب أن لا يستغرب المواطن السودانى تصريح السفير (الفلته) ويجب وضعه فى ذات السلّة المليئة بالاخفاقات لحكومة السيد حمدوك طالما أن كل يساري يعتبر الكرسي الذي يجلس عليه هو ملكاً حصرياً له ولجماعته وأحد مقتنياته الشخصية يفعل به ما يشاء طالما أن (الحكاية) مُحاصصة وغنائم فدعوا الرجل يبكى ويعتذر ويغنى كما أطربنا (مقطعه) بالامس وإن لا فذات النهج هو نهج (أكرم) وحمدوك مع بعض الصلف والفرعنة وجماعة الصادق إن وجدوا فيها فرصة (اى الحكومة) فسيسلكون ذات النهج! فدعونا من كلام (حيدر) وأحلام حمدوك وتعالوا نهيئ أنفسنا فالقادم أسوأ فى ظل حكومة (تتلفت) لتأمين (102) مليون دولار لإستيراد قمح يكفي لمدة ثلاثة أشهر فقط بعد أن بدأت بعض المخابز في (نفض) آخر جوالات دقيق، وغداً سنبدأ وصلة جديدة من (الردحي) والتبرير الفطير من الوزير مدني وأصحاب المخابز وسيحدثوننا عن (الباسطة) كأميرة الثورة الفرنسية في العصور الوسطى، حكومة (المساكين) ما زالت تحاول عبثاً أن ترد الماء والأفكار (بالجردل) المثقوب من الخارج لحل معضلتنا السياسية والاقتصادية وكذب من يدعي أننا على وشك الانهيار بل أننا سقطنا ولو لا رحمة الله ودعاء الصالحين لهلكنا بالجوع والمرض.
قبل ما أنسى: ــــ
كان حارس غابة حمّاد توفيق بالعيكورة (محمد الصومالي) عندما يضبط أحداً يحتطب بها خلسةً يستشيطُ غضباً فى وجهه قائلاً لهُ (خابة ده حق أبوك) يقصد هل هذه الغابة ملك لأبيك فأظن يحق لنا أن نُوجه ذات السؤال للسفير المُطرب (حيدر خارجية) على وزن حيدر بورتسودان (وزارة ده حق أبوك)؟
The post يا حليلو السفير بكى.. بقلم صبري محمد علي appeared first on السودان اليوم.