غير مصنف 2

لا شكراً حمدوك.. بقلم سهير عبد الرحيم

السودان اليوم:
منذ فترة طويلة قررت واسرتي الصغيرة تمزيق فاتورة الخبز عبر المخابز والأفران الآلية العامة وذلك عبر برنامج حمية غذائية بغرض خسران الوزن و بغرض حفظ كرامتنا الإنسانية من الهدر أمام حق أنساني بسيط في تملك مقومات الحياة .
أما أبنتي الصغرى فأشتري لها الخبز الجاهز ، وفي أغلب الأحيان نصنع خبز الفطائر في المنزل أوغيره.
ولكن يوم أمس طلبت مني أمي أن أشتري لها خبزاً ، في الطريق إليها كنت أحاول البحث عن الأفران الأقل إزدحاماً ، حتى وقع نظري على فرن قريب لمنزلنا شاهدت فيه ثلاثة نساء ، ترجلت من العربة وأسرعت إلى الصف .
بمجرد وقوفي فجأة أنشقت الأرض وظهرت أربع نساء كن يقفن بالقرب من الفرن ، وبدأت تنهال علي نظرات حارقة بمفهوم أني أقف على أرض محتلة ، أقصد في صف يخصهن .
أحبطت قليلاً ولكني بحسابات صف الرجال الطويل و (البعاين لي مصيبة غيره بتهون عليهو مصيبتو ) ، والرغبة في إنجاز المهمة ، والظفر بالخبز لأجل أمي قررت الوقوف و تحمل تلك المحاصصة .
سألت عامل الفرن كم تبقى من الوقت ليخرج الخبز..!! قال ربع ساعة ..؟ ، قررت في أثناء ذلك الإنشغال بقراءة أقوال الصحف من جهاز (الموبايل) ، ولكني فجأة أحسست بتمدد جسدي وضغط عبر آلة حادة في خاصرتي .
إلتفت لأكتشف أن تلك الآلة (كوع) إحداهن وهي تحاول أن تبعدني بطريقة (المزاححة) وتبين لي أنها الحاضنة السياسية للفرن .
قلت لها عفواً على مهلك أعلم أنك أمامي لن أشتري خبزاً قبلك..! الأمر لم يكن يحتاج أبداً استخدام أسلحة بيولوجية .
نضج الخبز وأشتد الحماس لقطف الثمار ، ولكني تفاجأت بأن كل من يقف أمام الشباك يشتري باسعار عالية مما يعني أنه و حين يحين دوري سأجد الخبز قد نفذ .
بالفعل اشترت إحداهن خبزاً بمبلغ (٣٠٠) جنيه قالت إنه لجارتيها أيضاً..!!، عندها وجدت نفسي أمام الأمر الواقع أشتريت خبزاً بمبلغ عشرين جنيهاً و عدت إلى والدتي و أنا أشعر بشيء من الخذلان .
منظر صفوف الخبز في الأفران وحده أقول (وحده ) واستمرارها لفترة زمنية قاربت العام كاف وحده فقط لتعلن السيد حمدوك عن فشلك و ضعف وزيرك مدني و رغبتنا الأكيدة في إنهاء برودك.
خارج السور :
قالت لي شقيقتي المهتمة بعلم الفلك سهير أبحثوا عن فيتريتة سريييييع .

The post لا شكراً حمدوك.. بقلم سهير عبد الرحيم appeared first on السودان اليوم.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى