السودان اليوم:
منذ فترة طويلة قررت واسرتي الصغيرة تمزيق فاتورة الخبز عبر المخابز والأفران الآلية العامة وذلك عبر برنامج حمية غذائية بغرض خسران الوزن و بغرض حفظ كرامتنا الإنسانية من الهدر أمام حق أنساني بسيط في تملك مقومات الحياة .
أما أبنتي الصغرى فأشتري لها الخبز الجاهز ، وفي أغلب الأحيان نصنع خبز الفطائر في المنزل أوغيره.
ولكن يوم أمس طلبت مني أمي أن أشتري لها خبزاً ، في الطريق إليها كنت أحاول البحث عن الأفران الأقل إزدحاماً ، حتى وقع نظري على فرن قريب لمنزلنا شاهدت فيه ثلاثة نساء ، ترجلت من العربة وأسرعت إلى الصف .
بمجرد وقوفي فجأة أنشقت الأرض وظهرت أربع نساء كن يقفن بالقرب من الفرن ، وبدأت تنهال علي نظرات حارقة بمفهوم أني أقف على أرض محتلة ، أقصد في صف يخصهن .
أحبطت قليلاً ولكني بحسابات صف الرجال الطويل و (البعاين لي مصيبة غيره بتهون عليهو مصيبتو ) ، والرغبة في إنجاز المهمة ، والظفر بالخبز لأجل أمي قررت الوقوف و تحمل تلك المحاصصة .
سألت عامل الفرن كم تبقى من الوقت ليخرج الخبز..!! قال ربع ساعة ..؟ ، قررت في أثناء ذلك الإنشغال بقراءة أقوال الصحف من جهاز (الموبايل) ، ولكني فجأة أحسست بتمدد جسدي وضغط عبر آلة حادة في خاصرتي .
إلتفت لأكتشف أن تلك الآلة (كوع) إحداهن وهي تحاول أن تبعدني بطريقة (المزاححة) وتبين لي أنها الحاضنة السياسية للفرن .
قلت لها عفواً على مهلك أعلم أنك أمامي لن أشتري خبزاً قبلك..! الأمر لم يكن يحتاج أبداً استخدام أسلحة بيولوجية .
نضج الخبز وأشتد الحماس لقطف الثمار ، ولكني تفاجأت بأن كل من يقف أمام الشباك يشتري باسعار عالية مما يعني أنه و حين يحين دوري سأجد الخبز قد نفذ .
بالفعل اشترت إحداهن خبزاً بمبلغ (٣٠٠) جنيه قالت إنه لجارتيها أيضاً..!!، عندها وجدت نفسي أمام الأمر الواقع أشتريت خبزاً بمبلغ عشرين جنيهاً و عدت إلى والدتي و أنا أشعر بشيء من الخذلان .
منظر صفوف الخبز في الأفران وحده أقول (وحده ) واستمرارها لفترة زمنية قاربت العام كاف وحده فقط لتعلن السيد حمدوك عن فشلك و ضعف وزيرك مدني و رغبتنا الأكيدة في إنهاء برودك.
خارج السور :
قالت لي شقيقتي المهتمة بعلم الفلك سهير أبحثوا عن فيتريتة سريييييع .
The post لا شكراً حمدوك.. بقلم سهير عبد الرحيم appeared first on السودان اليوم.