خاص السودان اليوم:
كان امرا مفاجئا اعلان اللجنة الامنية لولاية الخرطوم اغلاق كل الجسور نهار الجمعة ، وحق للناس ان يستغربوا من الاجراء الذى تم الاعلان عنه يوم الخميس مما اربك اوضاع كثيرين كانت عندهم ترتيبات يفترض ان تتم
فى هذه الجمعة ، فهناك مثلا اناس كانت عندهم مناسبات زواج وقد تم تحديدها و التوافق عليها منذ فترة خاصة وان الناس خارجون للتو من حظر طويل انتظم البلد منذ اشهر بسبب جائحة كورونا ولايمكن ان يتم الاعلان فجأة يوم الخميس ان الجسور مغلقة غدا الجمعة وانه لاحركة بين المدن فهذا الامر حتما ليس سليما وسينعكس سلبا على كثيرين .
وقد ساعد الاعلان الحكومى المبهم على كثرة التكهنات بسبب الاغلاق وذهب البعض الى انه جاء خوفا من مسيرات معلنة سلفا ان تنتظم البلد يوم الجمعة عقب الصلاة وان تخرج كل المساجد محتجة على التعديلات الاخيرة التى تمت على القانون الجنائى وتم اعتمادها واعلن عنها وزير العدل الامر مما اثار لغطا واسعا انتظم البلد طوال الايام الماضية ، وقال كثيرون ان الحكومة خافت من اتساع رقعة الاحتجاجات ضدها وان تلتحم جموع المتظاهرين من المدن الثلاث مما يبين ضعف قاعدتها الجماهيرية لذا يرى البعض ان مجرد اغلاق الكبارى واصرار الحكومة على منع التجمعات بشكلها الكبير هى هزيمة لها ومؤشر على خسارتها لاى مواجهة قادمة مع الجماهير ، وهذا الرأى استفز الحكومة التى روج مناصروها ان الاحتجاجات كانت ضعيفة وهزيلة ولاترقى الى الضجة الكبرى التى اثيرت قبلها .
من جهتهم اكد الداعمون للتظاهر فى جمعة الاعتراض على التعديلات القانونية المثيرة للجدل اكدوا ان المسيرات قد خرجت وانتظت عددا من المناطق وان الحكومة ستكون فى ورطة خاصة اذا اتجه المعترضون على التعديلات القانونية الى التظاهر كل جمعة فهل ستجد الحكومة نفسها مجبرة على اغلاق الجسور اسبوعيا ؟ ان حدث هذا فهى الهزيمة لامحالة .
احدى الحسابات الاخبارية على مواقع التواصل الاجتماعى المحسوبة على المعارضين للحكومة كتبت عن تظاهرات الجمعة مايلى :
خرج المئات من المصلين عقب صلاة الجمعة يوم ١٧ يوليو ٢٠٢٠م تنديدا بتعديلات قوانين تتعارض مع الشريعة الإسلامية. وردد محتجون هتافات: (خيبر خيبر يايهود جيش محمد بدا يعود، شريعة شريعة ولا نموت،
أسمع أسمع ياحمدوك دي الخرطوم ما نيويورك ، أسمع أسمع يا برهان لن يحكمنا بني علمان). وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالدعوات للجهاد لأجل نصرة الدين . وكانت السلطات المختصة أصدرت قرارا بإغلاق
الكباري منذ السادسة من مساء الخميس إلا أن ذلك لم يمنع من خروج المصلين في كل من بحري والخرطوم وأمدرمان في مواكب هادرة عقب الصلاة.
والاسبوع الماضي وقع رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان على إجازة تعديلات قوانين يرى قطاع عريض من المواطنين أنها تتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية.
وسواء صدقت ادعاءات المعارضين للحكومة عن قوة الاحتجاجات او كانت هى نفسها تهويلا فان ما يلزم التأكيد عليه هنا هو حق اى شخص او جهة فى التظاهر السلمى ضد الحكومة والاعتراض على قراراتها ، وعلى
الجهات الامنية ان تحمى التظاهرات لا ان تمنعها ، وعليها ان تحفظ الممتلكات العامة والخاصة وتمنع اى متفلتين من العداون عليها وان وتضرب بقوة كل من يسعى للتخريب او اثارة الفوضى لا ان تمنع التظاهرات وتحرض ضدها كما قيل انه حدث ، ويلزم ان تعلم الحكومة ومن يساندها ان التظاهر حق مكفول بالقانون وليس لها ان تمنعه ، كما ان اغلاق الجسور وسيلة العاجزين ولن تعالج اى مشكلة بل تزيد الامور تأزيما .
The post التظاهر السلمي حق مشروع واغلاق الجسور ليس حلا appeared first on السودان اليوم.