غير مصنف 2

(ارض النفاق).. وصحافة الكيزان..!!.. بقلم محمد كامل سعيد

السودان اليوم:
* تابعت، بالصدفة والله، حوارا مع احد كيزان الصحافة السياسية تمت اعادة بثه في قناة الهلال مؤخرا للمرة الثانية، بعد ما قدم للمشاهد اول مرة في شهر رمضان الماضي.. وللحقيقة فقد حمدت الله كثيرا على انني لم اتابع الحلقة من بدايتها لانه ما كان باستطاعتي الصمود، واحتمال حجم الوهم، والتكرار الممل للضيف (المنتفخ) لكلمة (انا)..!!

* لم اكن اتصور ان رئيس تحرير صحيفة المؤتمر اللاوطني (المدلل) ساذج ومسطح، وفارغ العقل الى هذه الدرجة خاصة وان ما سمعته من كلمات قالها، في الحوار الملغوم، صدر لى احساسا وكأنه يتخاطب مع مشاهد (غبي، برة الشبكة) لدرجة تذكرت فيها الحكمة الشهيرة التي تقول (اغبى الناس) ذلك الذي يعتقد انه (الاذكى)..!! * كل ابناء شعب السودان، بما فيهم ناس العاصمة والمناقل وبقية المدن، يعلمون ان نجاحات جل الاصدارات الورقية، ايام حكم الكيزان، كانت بعيدة عن المنطق، لانها مسنودة بدفرات معتبرة من الحزب الحاكم، اي ان كل ما تحقق من نجاح، وزيادة في العائدات اساسه دعم وزراء الكيزان لتلك (النشرات).. * والدعم الذي اقصده هنا علاقته مباشرة بالاعلانات التي يتم نشرها في الصحف (الموالية) بالمليارات تنفيذا لتوجيهات من وزراء الحكومة بذات الطريقة الملتوية التي ظلت تكشفها لجنة ازالة التمكين من خلال كل مؤتمر.. حيث كان الكيزان في حالة ارتباط وثيق واندماج كامل مع السماسرة واصحاب المصالح..! * بخلاف دعم الاعلان هنالك ممرات اخرى لمساعدات في الخفاء بطرق مختلفة على شاكلة نثريات يتم دفعها في رحلات مرافقة الرئيس المخلوع الذي كان يتحصل على ملايين الدولارات.. * وفي ظل ذلك الواقع البائس تمدد الفساد، وفرض نفسه على اشرف المهن التي لقبها الجميع بالسلطة الرابعة..* يعني ملخص القصة الوهمية لا يخرج عن دائرة وجود كوز على رأس هذه الجريدة السياسية او تلك، كرئيس لمجلس الادارة يقوم بالتمويل، واستغلال علاقاته المشبوهة بالمؤتمر اللاوطني لتوفير الدعم والاعلان والمعدات المتعلقة بالمنقولات، بجانب كل ما يساعد على تسهيل عمليات الطباعة والتوزيع (واللاذي منو)..! * بعد تلك الخطوة المهمة يشرع الكوز المتمكن في الاستعانة بصديق (انتهازي)، وما اكثرهم في زمان الظلم والفساد، يعني ممكن اي طبال، يتوسط لطبال مبتدئي عند الكوز المتمكن ليتولى رئاسة تحرير الجريدة او النشرة مدفوعة القيمة والشرط الاساسي لازم رئيس التحرير المرتقب يكون طبال بمعنى الكلمة (يطبل، يصفق ويغني)..!! * وتعال يا طبال، وامشي يا محتال.. جريدتنا بقت الثانية في قائمة الاكثر توزيعا.. وكمان الرئيس شخصيا بيقراها ومعحب بيها، لانها ناعمة وطاعمة، وماشة في الخط المرسوم لها بعناية. كيف لا ورئيس التحرير (الدلدول) قاعد ساي.. حيث انه تعهد قبل ان يتسلم سيارته الجديدة وشقته بالامتثال لكل الاوامر وتنفيذها حرفيا..؟! * وكل ما كان رئيس التحرير موغلا في السطحية، وبنفس درجة ابتعاده عن تناول القضايا الحيوية التي تخص السواد الاعظم من ابناء الشعب المطحون، كلما زاد عدد رحلاته مع الرئيس للخارج.. ومرافقة الرئيس هنا تعني الحصول على نثرية دولارية بعدد ايام الرحلة بجانب الاقامة في فندق خمس نجوم والتكفل بمصاريف التسوق..!! * وللاسف وبعد كل تلك الدفعيات والدفعات التي يعرفها كل افراد شعبنا الابي.. وفي ظل غياب وانعدام تكافؤ الفرص مع بقية الصحف المنافسة، ياتي رئيس التحرير غفلة لينافق ويسرح بالمشاهد محاولا ايهامه ان تحت القبة فكي..!! * انه والله الوهم بكل تفاصيله ان يعتقد احد المتصوحفين انه الشخص المعجزة منتج البرامج والافلام و..الخ * لقد تذكرت قصة ارض النفاق للكاتب يوسف السباعي اثناء متابعتي للدقائق المعدودة لذلك الحوار البائس واحسست وكأن المتحدث امامي من داخل الشاشة الزرقاء قد تناول حبوب التملق وافترض اثناء كلامه ان كل مشاهد قد تناول اقراص الغباء والبلاهة حتى يتمكن من تصديق الغثاء الذي استفرغه ذلك الموهوم.. * ان ما ذكره السباعي في قصته العميقة ارض النفاق تشابه تماما والى حد التطابق مع ما كان يحدث ايام حكم الكيزان وفي كل مرافق الحياة وبالذات العمل العام.. وعليه فاننا نحتاج الى عمليات كنس عامة ثم الشروع في غربلة دقيقة تعيد العافية لكل مرفق وشريحة..! * لا تزال قصة (سيدنا يوسف) تحاصر عقلي.. وبالتحديد مشهد مجموعة الكهنة الذين يعرف كل واحد منهم درجة الوهم التي يتعامل بها (كبيرهم اليخماو) ورغم ذلك يصرون على التسبيح بحمده ليل نهار رغم علمهم بانه موهوم، وهم يفعلون ذلك من باب الحرص على مصالحهم وما اكثر مثل تلك النوعية في زماننا الحالي..!! * تخريمة اولى: هنالك مجموعة من الناس نرسم لهم صورة جميلة في خيالنا ولو من باب اننا شاهدناهم مرات عديدة من بعيد لبعيد لكن نشعر بخيبة امل خرافية بمجرد سماعنا لهم وهم يتحدثون لان الواحد منهم يظهر وكانه (عوير عوير) وما بيعرف يقول كلمتين على بعض..!! * تخريمة ثانية: نكرر ماذكرناه من قبل: يا خوفي على المريخ من ما سيحدث في الايام المقبلة، وكل ما اتمناه ان لا تصدق توقعاتنا ويفقد الاحمر بريقه في الموسم المقبل، وربنا يستر ويجيب العواقب سليمة..!! * تخريمة ثالثة: الان، وبعد دحر الكيزان نستطيع القول ان فرص تنافس الصحف صارت متساوية خاصة بعد توقف دعم الكيزان الحكومي.. وعمليا ستسقط ورقة التوت ونتابع خارطة جديدة لنج..!! حاجة اخيرة: قلت لي صفحتك في الفيس بوك مالها..؟!.. شكلك جدبد يا حبيب..!!

The post (ارض النفاق).. وصحافة الكيزان..!!.. بقلم محمد كامل سعيد appeared first on السودان اليوم.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى