السودان اليوم:
بات واضحا لكل مراقب ان الامور فى ليبيا تمضى نحو التصعيد خاصة بعد مناشدة برلمان طبرق فى الشرق الليبى للجيش المصرى ان يتدخل ويحمى اشقاءه الليبيين من المطامع التركية التى قال انها اصبحت واضحة ويعبر عنها الاتراك فى العلن ولايخفونها ، وكان برلمان طبرق المتحالف مع الجنرال خليفة حفتر والذين يشكلون معا ما يعرف بحكومة الجيش الوطنى الليبى فى مقابل حكومة الوفاق المعترف بها دوليا والمدعومة تركيا وقطريا كان قد طالب المصريين بالتدخل الفورى فى ليبيا.
نداء برلمان طبرق اثار حفيظة طرابلس التى قالت ان الحكومة الشرعية وبمساعدة الاصدقاء سوف تتصدى لاى محاولات يمكن ان يقدم عليها الجيش المصرى ويحتل اراض ليبية مهما كانت صغيرة او فى الحدود ناهيك عن ان تكون فى العمق الليبى ، وأكد نائب رئيس البرلمان الليبى فى طرابلس ان الليبيين لايسمحون باحتلال اراضيهم ومن الافضل للمصريين ان يحافظوا على علاقات الاخاء والجوار ولايضطرون الليبيين الى خوض الحرب معهم وتحرير ارضهم وطرد المحتلين بحسب قوله ، من جهته رأى الجيش الوطنى الليبى بزعامة الجنرال حفتر ان حديث طرابلس عن الخوف من احتلال مصرى مجرد هراء ولابد ان تكون حكومة الوفاق منصفة ولاتسلم البلد للاتراك الذين لايخفون نواياهم ويريدون التنقيب عن الغاز والبترول فى المياه الاقليمية الليبية وسرقة موارد البلد كما فعلوا فى سوريا كما قال الناطق الرسمى باسم الجيش الوطنى وكذلك قال بيان صادر عن برلمان طبرق الذى اعتبر المصريين اشقاء وجيران وبين الشعبين علاقات ممتدة من دماء ومصاهرة وانه ليس للقاهرة مطامع فى موارد ليبيا كما هى نية انقرة .
وتتحدث الاخبار عن تصميم اماراتى تركى على تجديد المواجهة فى الاراضى الليبية خاصة بعد ان خاض الطرفان معركة شرسة تمثلت فى الصراع على قاعدة الوطية الجوية التى تبعد 140 كيلو متر جنوب العاصمة طرابلس ، ويتحدث المراقبون عن الدرس القاسى الذى تلقته انقرة فى الخامس من يوليو الحالى وتمثل فى الضربات الدقيقة والاضرار الكبرى الناجمة عن هجوم قوى شنته طائرات اماراتية اقلعت من قاعدة سيدي براني في مصر ، وقد قيل ان الإمارات ثأرت بهذه الطريقة لخسارتها قاعدة الوطية التي كانت تحت سيطرة قوات حفتر في منتصف مايوز، ولفقدانها منظومة بانتسير-إس1 المضادة للطائرات الروسية الصنع التي كانت موجودة فيها ، وزودت الإمارات المشير حفتر بها ، وهذا الامر بشكله الحالى جعل الوضع قابلا للتفجر فى اى لحظة خاصة مع حديث الاتراك ان ضربات الانتقام آتية بكل تأكيد في الوقت والمكان المناسبين .
ويرى الاتراك ان السيطرة على ميناء سرت وقاعدة الجفرة الجوية الواقعة على بعد 300 كيلومتر جنوبها تشكل نقطة تحول في المسار العام للحرب في البلاد ، ولكنهم ان يتمكنوا من إنما ذلك بالضربات الجوية وحدها من دون عملية برية واسعة النطاق ، وليس لديهم في ليبيا ما يكفي لشن غارات جوية كثيفة ، ولا لعملية عسكرية برية كبيرة ، وتلعب التحذيرات الصارمة القادمة من مصر المجاورة بجيشها الأقوى عربيا دورا مهما هنا حيث اعتُبر استيلاء تحالف تركيا قطر مع طرابلس على سرت والجفرة “خطا أحمر”،اذا تم تجاوزه فسوف يدخل الجيش المصري الأراضي الليبية
The post مؤشرات مواجهة عسكرية اقليمية مرتقبة في ليبيا .. بقلم محمد عبد الله appeared first on السودان اليوم.