لايستقيم الحكم إلا باستقامة القضاء ، وبسط سياسة القانون ، ولن نتجاوز جراحتنا القديمة والحديثة إلا بعد ان يقدم كل من تجاوز الخطوط الحمراء وانتهك القانون واستباح الدماء للمحاكمة العادلة ، ذلك الذي استباح الدم ووأد الحلم دون ان يرف له جفن ، وسيظل الشارع يقظاً حتى تتحقق العدالة ، ويقدم كل مجرم الى محاكمة عادلة ولن يفلت من العقاب أحداً ً مهما طالت الايام وحاول البعض القفز على الحقيقة ، وتبقى المطالبة بالقصاص هي أهم مطالب الثورة ، طلب لن يتم عليه التفاوض ولن يقبل حل ليوازيه ألا القصاص وقبل أيام بدأت محكمة الشهيد حنفي ( شهيد المتاريس ) الذي زُهقت روحه فداء الوطن وثمناً للحرية والسلام والعدالة شهيد إرتقت روحه لتمنحنا وطناً جديداً كان ينشده الناس نغماً وأمنيات وأحلام بعيدة المنال ولأن لكل قيمة عظيمة ثمنها دفع ابناء الوطن أعلى ماعندهم مهراً لذلك يبقى السير على دربهم هو طريق واحد لايحتمل ان يكون (اتجاهين) و السير على نهج محكمة الشهيد حنفي هو من يجعل الرضا والشعور بالانتصار أمراً ممكناً بأن يقدم كل من تسبب في قتل الابرياء للمحاكمة و لن يكون ثمة مايدعونا للاحتفاء بأي إنجاز مهما كانت قيمته وعظمته لطالما ان ( حق الشهيد ) مازال حبراً على ورق وسيكون كل انتصار تحققه المدنية ناقصاً مشوهاً لطالما ان حقوق الذين دفعوا أرواحهم غالية، مازالت تحفظ في (ثلاجة) نبيل اديب .
وحضور النائب العام جلسة محكمة الشهيد حنفي يجعل المسؤولية أمامه تكبر وتتعاظم لطالما هناك عشرات الشهداء اخوان حنفي ورفاقه ينتظرون عدله كنائب عام عُلقت عليه الآمال ورشحه الثوار وعقدوا عليه العشم ان يكون حجماً لما نادوا به وثقلاً يوزن الثقة التي منحوها له وتتضاعف المسؤولية على الحبر بعد تعهده بمحاكمة كل الإنتهاكات السابقة أمام القضاء وفقاً لما أشارت إليه الوثيقة الدستورية، وقال في تصريح خلال حضوره بدء إجراءات محاكمة المتهم بقتل الشهيد حنفي ستبدأ إجراءات أول قضية من قضايا المتاريس وهي قضية الشهيد حنفي عبد الشكور أمام المحكمة بكامل هيئة الاتهام وهيئة الدفاع ، وأشار تاج السر إلى أن المتاريس أصبحت رمزاً من رموز النضال وثقافة مهمة لهذا الجيل ، لحمايتهم من أي تغول أو انتهاكات لحقوق الإنسان . وأضاف ” هذه إحدى قضايا إنتهاكات حقوق الإنسان أثناء إجراءات الحراك وإن المتهم هو أحد منسوبي الدعم السريع وبمجرد التعرف عليه بادرت قوات الدعم السريع برفع الحصانة عنه وتسليمه للقضاء وقد كفلت له كل حقوق الدفاع المكفولة للمتهمين في مرحلة ما قبل المحاكمة وهذا الحدث بالتحديد تم في يوم فض الاعتصام حيث نصبت المتاريس في كل البلد حماية للمتظاهرين ولذلك لها رمزية خاصة . وأكد النائب العام حرصه على استمرار هذه المحاكم وفقاً لإجراءات القانون ، مبيناً أن استمرارها من شأنه نفي مبدأ الإفلات من العقاب إلى الأبد، وقال أعتقد أن عدداً من القضايا ستأتي أمام المحاكم وهي بداية لسيادة حكم القانون.
وليت كل من قتل وحرق يقدم للعدالة ، ان كان هو او جنوده وضباطه وكل من هو مسؤول في جريمة فض الإعتصام ، عندها سيتحقق ماتريده بعض الجهات ، التي تمارس سياسية الالتفاف على القضايا ، وتدفع الغالي والثمين لتجميل صورتها ، ولترميم جُدر متصدعة من الداخل لن يفيدها ( البوماستيك ) فما حدث لن يكون علاجه بعمليات التجميل لصورة التشوه فيها جوهري يسكن أغوار الدواخل.
لذلك لن يكون الحل الا بسياسة البتر والقطع لكل جزء يخصك كان سبباً في الوجع للشعب ، ذلك الوجع الذي أصبح يعاني منه الفاعل أيضا عندما استيقظ الضمير مؤخراً ( والضمير لايمنع الخطيئة ولكن يمنع التلذذ بها ) ، لذلك كل ما (حدث ) سيظل تاريخاً أسود يطاردك وليس هناك اسوأ (من ماضي سيء يتبعك) سيكون لامحالة سبباً في افساد حاضرك ومستقبلك ، وخلاصة القول ان كل المحاكم التي ستشرع أبوابها للمحاكمة العادلة لقتلة شهداء الثورة لن تكون مقبولة للشعب وللشارع ان لم تكن بداياتها مثل بداية محكمة قاتل الشهيد حنفي عبد الشكور ، وان كل الحلول الوسطية ستكون عبارة عن تخدير تنتهي مدته ببداية معاودة الألم من جديد ، المجد والخلود لشهداء ثورة ديسمبر ، والقصاص هو الصوت الذي لايهدأ مالم تتحقق العدالة بكامل أطوارها ومفاهيمها ومعانيها.
طيف أخير :
متاريسك رصاص الغدر يوم يضرب ويخش ميسك
يفخر بيك صدى التاريخ يوم يفتح كراريسك
صحيفة الجريدة