غير مصنف 2

هذه الصفوف إلى متى؟.. بقلم أحمد المصطفى إبراهيم

السودان اليوم:
جوار المسجد مخبز تتمنى ألا تخرج من صلاة الفجر وتتمنى أن لا تنقضي خوفاً من الذي ينتظرك خارج المسجد. صف للنساء وصف للشباب وصف النساء أطول. نساء وبنات لم يتعودن الخروج من المنزل إلا للمدارس والمناسبات الاجتماعية الآن يخرجن في هذا الفجر وقبل ان يتبين الخيط الأسود من الخيط الأبيض طلباً للخبز.

لا تملك إلا أن تتحسبن (حسبنا الله ونعم الوكيل) وتتحوقل (لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم).

أنهن في انتظار الخبز المدعوم ولا يعرفن ان من وصايا البنك الدولي رفع هذا الدعم وقد يستجيب وزير المالية له قريباً كما استجاب لرفع الدعم عن الجازولين وما زال شحيحاً وصفوفه في كل مكان للزراعة وغيرها ونسي ان يقول (العاقبة عندكم في المسرات). وسيدفع الثمن غالياً إن، بقي، عندما يحين وقت الحصاد يوم لا يجد ما يُحصد وتطل المجاعة برأسها (يا ربي هل سيسمون المجاعة فجوة غذائية كما كان يفعل النظام البائد الذي خرج الناس ضده يوم تكاثرت الصفوف والفساد).

بمن نبدأ بالمواطن أم بالحكومة؟

قد يقول عاقل وقوف هذه النساء في صف الخبز من قبل الفجر دليل كسل وتحاشي البدائل أين الكسرة؟ أين العصيدة؟ أين القراصة؟ سيأتي الرد فوراً ان الكسرة كسرة الخبز الأبيض أصبحت تكاليفها عالية جداً جوال الذرة الأبيض الآن في ولاية الجزيرة بـ 7000 جنيه وللمفارقة جوال القمح بسعر الحكومة 3500 ج (حكم القوي على المزارع الضعيف) وغاز الطبخ كما يقول عادل إمام (والمواصلات فاضيييية) غاز الطبخ صار الناس يبيتون في صفه يوما وليلة ما ان يسمعوا بان عربة الغاز رفعت الفارغ إلا ويبدأ صف طويل ضعفي حمولتها، على الأقل، يعني لو كانت تحمل 250 أسطوانة تجد الصف والبايتين فيه أكثر من 500 طفل وشاب صغير. لذا (عواسة) الكسرة صارت عمل الأحسن حالاً الذين يستطيعون ان يشتروا جوال الذرة بهذا المبلغ الذي يساوي نصف راتب معلم بعد الزيادة ويستطيعون ان يوفروا الغاز.

متى تستشعر الحكومة الأزمات؟ والغريب كنا نقول ان الخرطوم مدلعة وهذه الندرة والأزمات في الأقاليم ولكنها الآن شملت الجميع (نقول والحمد لله؟) ماذا تدخر من حل هل مؤتمرات لجنة تفكيك التمكين تلهي الناس عن هذه الأزمات، نعم حارب الفساد ولو كان موظفا في الدرجة الرابعة ولا يستحقها ارجعه الى الدرجة السادسة مش مشكلة لكن وفر له ضروريات الحياة وأقلها أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف. من عالم النفس (السايكلوجيست) هذا الذي أوصى الحكومة وقال لها ان لجنة التمكين ستلهي المواطن عن الأزمات ونصف الشعب عند إذاعتها أما هو بايت فصف لا تلفزيون فيه أو كان صف جازولين أو صف خبز أو صف ماء كما في جنوب الخرطوم الآن. هل ننتظر صفوف الهواء؟ ( قد يقول قائل ما سمعت بصفوف الأكسجين؟).

يد لمحاربة الفساد والتمكين ويد للبناء ومعاش الناس. وإلا كما قالت أم كلثوم: للصبر حدود.

The post هذه الصفوف إلى متى؟.. بقلم أحمد المصطفى إبراهيم appeared first on السودان اليوم.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى