السودان اليوم:
اصبح من الواضح بشكل كبير اننا بحاجة الى مراجعة معظم مصطلحاتنا الخطابية التقليدية فى الرياضة وان نعززها او على الاقل نفسرها . الكلمات التى اعتدنا استخدامها لسبب او لاخر لا تنقل حقيقة كل ما يحدث فى الوسط الرياضى ودعونى اضرب مثلا على مصطلحين رياضيين ورئيسيين الخطاب الاعلامى الهادف والخطاب الاعلامى الهادم .. ولنبدأ بالخطاب الاعلام الهادف ربما لاحظتم ان اصدار مؤشر الخطاب الهادف لفترة انعاش الكورة السودانية الان بوصول فريقي القمة الى دور الثمانية لرابطة الابطال وحصولهما على نتائج جيدة . هو المؤشر الجماهيرى الرئيسى للخطاب الاعلامى قد اثار التفاؤل وقد خرجت صحف رياضية كثيرة بالعنوان الرئيسى مخاوف التضخم فى الخطاب الاعلامى دون ذكر سلبياته وايجابياته على المرحلة القادمة لفريقي القمة ولو تصفحت تقرير مؤشر الخطاب الاعلامى عند اهل الاعلام الرياضى فعلا لوجدت ان الاسهم ارتفعت عند الاخوة الاداريين الى اعلى مستوياتها حتى اصبح فى تلك الفترة الخصبة لما يقدمه افراد الفريقين من تقدم ملحوظ حتى الان فى رابطة ابطال افريقيا حيث وقع فريسة للخطاب الاعلامى السالب ونحن على اعتاب مراحل اولية فى دورى الثمانية . وما يفسره التناقض هو التضخم الاساسى للخطاب الاعلامى الرياضى بكل مراحله وحرياته الذى بدأ يفرض نفسه على الساحة الرياضية من اشخاص بعينهم يمتلكون صكوك الخطاب الاعلامى والذى يعتبره الكثيرون بانه غير هادف ولا يصب فى المصلحة العامة ويزول بمجرد حدوث انتكاسة او خروج لفريقي القمة . نافذة ولكن نفترض ان هذه العلاقة تنهار الان فى ظل من كان يحلوا لبعض المتحذلقين من باب الرغبة فى ابهار الاخرين برأى مختلف القول بان فريقي القمة لم يكونا يوما فى خندق واحد فى مجابهة الصعاب فى البطولات الافريقية وهما يمثلان ارضا واحدة لها تاريخها الرياضي فى المنطقة وربما هؤلاء يتجاهلون او يجهلون حقائق التاريخ وربما كانوا ايضا اذا افترضنا حسن النية يقصدون فصول التاريخ القريب حيث لم يعاني فريقا القمة من اى انقسام فى التاريخ القديم من ادارات ولاعبين ومشجعين فى كل المناسبات القومية التى يمثل فيها احدهما السودان. فما بالك اذا كان الاثنان يمثلان تلك الارض الطيبة فى المجال الكروى وهذا صحيح من منظور المنطق القصير للنظر فى الخطاب الاعلامى الرياضى . نافذة اخيرة اما عن الخطاب الاعلامى الهادم الذى نجده قد ينساق اليه الكثير لهشاشته وتضارب معلوماته من مصدرها التى نعتبرها هى المحك الرئيسى. وفرض الاخرين السيطرة على مجالس الادارات بخطاب اعلامى هادم من وحى مصادر اساسا ليس لها مشاركة فى القرار . ومن الناحية المثالية فان هذه النقلة الهائلة للخطاب الاعلامى الهادم تحصل بهدوء وسلاسة اما واقعيا فان هذا التغيير لن يكون بهدوء حين تتباطأ شهية الاداريين للوردات فى الاعلام الرياضى ليشكلهم حسب مزاجهم بخطابهم الهايف والتقليل من شانهم . خاتمة وكذلك لا يتمنى احد ان تحدث السيطرة فى الوسط الرياضى بالخطاب الاعلامى الهادم والذى تكون عواقب سيئة .والدروس الكبيرة التى نتعلمها هنا تتعلق بالخطاب الاعلامى الهادف الذى ناخذه من الاشياء. ان مفرداتنا الصحفية المألوفة للتذويق والتقليل من شأن الاخرين قد تخفق فى وصف تعقيدات الخطاب الاعلامى الهادف المتغير وتعطى الخطاب الاعلامى الهادم مساحة اوسع .
The post الخطاب الاعلامى الهادف والهدام.. بقلم صلاح الاحمدى appeared first on السودان اليوم.