خاص السودان اليوم:
تابع الكثير من المهتمين مؤتمر اصدقاء السودان الذى انعقد بعد ظهر الخميس فى العاصمة الالمانية برلين وشاركت فيه العديد من الجهات المانحة (دولا وحكومات ) وتعهدت بتقديم مساعدات كبيرة – ذكرت الارقام فى اكثر من مكان وهى متداولة الان – ، ونتمنى ان لاتكون وعود كسابقاتها لحكومتنا وحكومات اخرى .
المؤتمر الذى نقلته بعض الفضائيات ركز على ضرورة دعم التحول الديموقراطى فى السودان واشاد بثورة الشعب التى اقتلعت الديكتاتورية ، وتعهد المتحدثون بمضاعفة الدعم للحكومة الانتقالية حتى تعبر بالبلد الى بر الامان وتنجز المطلوب منها ، ويتمكن الشعب السوداني من تحقيق رغبته فى الاستقرار السياسى والرخاء الاقتصادى وتحقيق السلام فى ربوع الوطن .
والمعروف ان المؤتمر ينعقد فى ظل وضع صعب يعيشه الناس من ازمات متلاحقة تحيط بهم وغلاء فاحش يتزايد بصورة يومية اضافة الى الاثار السالبة التى ترتبت على الازمة الصحية التى تضرب العالم والكساد الاقتصادى العام مما احال الحياة الى جحيم لايطاق ، فتصاعدت الدعوات الى الخروج ضد الحكومة ، ومابين منادين بتصحيح مسار الثورة والاعلان عن موكب الثلاثين من يونيو المرتقب وما يمكن ان يترتب عليه ، الى المنادين بسقوط حكومة حمدوك والقول بفشل قوى الحرية والتغيير فى ادارة البلد وهو الأمر الذى ازعج الكثيرين خاصة المنصفين من قحت الذين يقرون بانهم فشلوا ، ويخشى كثير من المشفقين على الثورة الرافضين لاسقاط الحكومة الانتقالية من استفادة اعداء الحكومة من الجو المهيأ
واستثمار الاوضاع السيئة فى التأليب على الحكومة وان ينجح اعداء الثورة فى استمالة القطاع الغالب من الشارع المكتوى بنيران السوق الحارقة وفشل الحكومة الكبير والازمات المتلاحقة ، وهؤلاء الناس – وهم غالب الشعب – لاشأن لهم بمن يحكم ولايميزون بين الحكومة الحالية والماضية فقط يريدون توفير العيش الكريم بحل الازمات وكبح جماح السوق وتوفير الضروريات ، وهؤلاء الناس هم الذين اشعلوا
شرارة الثورة فى عطبرة والدمازين ثم عمت انحاء الوطن وقطف السياسيون ثمارها ، ونفس هؤلاء الذين خرجوا ضد البشير واعتبرتهم قحت رصيدها يمكن ان يخرجوا عليها ويطيحوا بها فلتتنبه قحط وحكومتها الى هذا الأمر .
ومع الاعلان عن هذه الدعومات فى مؤتمر برلين على الحكومة ان تسارع الخطى لتحويلها من قول الى فعل ، وإن تعمل على توظيف هذه الأموال الان قبل الغد فى معالجة المشاكل الملحة حتى يشعر الشارع ان بعض الأمل بدا يتحقق وهذا سيجعل الناس تصبر وتتحمل ويمر موكب 30 يونيو بسلام كداعم للحكومة لا داع لاسقاطها وبذا يكون مؤتمر برلين قد اتقذ قحت من مواجهة شعبها وازال خوفهم من الدعوة لاسقاطهم فهل رمى المؤتمر لهذا الهدف ؟ وما الثمن الذى يلزم ان تقدمه قحت وحكومتها ؟
The post مؤتمر برلين هل ينقذ قحت من ورطتها؟ appeared first on السودان اليوم.