السودان اليوم:
كشفت الاحداث الحالية التى هزت امريكا وزلزلت كيانها ، كشفت جزء من حقيقة التركيبة الإجتماعية فى الولايات المتحدة الامريكية التى ظلت على الدوام تشكل حلم الكثيرين فى تحقيق عيش كريم وانتقال من شتى البلدان فى العالم اليها والفوز بنيل الاقامة فيها ، لذا تكثر طلبات الهجرة كل يوم املا فى الحصول على جنسية هذا البلد .
امريكا عند الكثيرين فى العالم هى البلد الغنى والقوى والمتقدم والديموقراطى ، لكن غالب الناس فى العالم لا يرون الوجه القبيح لامريكا فهى البلد العنصرية الأكبر فى العالم ، اذ ان الأمريكان من اصول افريقية مثلا وهم اقلية لكن عددهم ليس قليلا ، يعيش غالبهم فى أحياء فقيرة تنعدم فيها الخدمات الاساسية ، وهناك المئات الذين يصطفون فى طوابير طويلة يوميا للحصول على وجبة طعام واحدة وفيهم من لايجد لها طريقا .
مرض كورونا الذى استشرى بكثرة فى امريكا وسقط فيه الالاف قتلى ، هذا المرض اصاب الأمريكان الافارقة بشكل اكبر من غيرهم ، وفيهم كان الموت اكثر ، وهذا لم يات من فراغ فالقوانين الأمريكية لا تتيح للأمريكان من أصل افريقى التمتع بحقوق على مستوى واحد مع رصافئهم الاخرين من مواطنى امريكا لذا تجدهم محرومين – فى كثير من الاحيان – من التمتع بخدمات التأمين الصحى مثلا .
وايضا وفى تكريس للعنصرية المقيتة نجد ان الشرطة قد انتهجت نهجا واضحا فى التعامل مع ذوى البشرة السوداء فهم دوما مستهدفون وهم المعرضون اكثر من غيرهم للاعتقال وتقييد حريتهم وحتى الضرب والعنف ضدهم وصولا الى القتل ، فى بلد يدعى زورا وكذبا الحرص على حماية الحريات وحقوق الانسان .
وفى امريكا وتزامنا مع هذه الاحداث يكتشف العالم ان آلاف الأمريكان الافارقة يرزحون الان فى السجون ويعانون من التعامل بعنصرية سواء من سجانيهم أو حتى من المجتمع ، ويرى المراقبون ان الناس فى العالم يجهلون ان هناك عشرات المعتقلات السرية فى هذا البلد الذى يطرح نفسه كواحة للديموقراطية والعدالة .
وهناك نوع من تفكير يخيف المجتمع الامريكى فالولايات المتحدة بلد مليئة جدا بالسلاح اذ لايخلو بيت فى طول البلد وعرضها من وجود السلاح ، ويقول البعض ان نسبة السلاح كبيرة جدا اذ مقابل كل مواطن ربما كانت هناك اكثر من قطعة سلاح مما يعنى ان البلد تعيش فى قلق تام ، ولو قدر لهذا السلاح ان يخرج فان الالاف الضحايا سوف يسقطون بلا شك ويكون الوضع مأساويا جدا ، وقد حاول ترامب التحذير من رفع ذوى البشرة السمراء للسلاح مع أنهم حتى الان لم يفعلوا ذلك وظلوا يتحدثون عن سلمية حراكهم ، ويرون ان التخويف منهم وطرحهم كمهدد للسلم الاجتماعى يشكل فى حد ذاته نوعا من التفكير العنصرى الذى يسعى المحتجون الان الى تغييره .
ومن الامور التى اعتبرها ذوو البشرة السمراء استهدافا لهم وتشويها لصورتهم وكذبا مفضوحا عليهم اتهامهم على نطاق واسع بحرق الكنيسة القريبة من البيت الأبيض التى زارها ترامب ورفع الانجيل فيها ليتضح لاحقا ان الحريق لم يصب الكنيسة كما ادعى البعض المساندين لاتهام السود بلا دليل
وانما كان هناك حريق غير متعمد وقع فى محيط الكنيسة ولم يصب مبناها الاساسى ، واعتبر الأمريكان الافارقة ان هذا يعكس تجذر العنصرية فى المجتمع الامريكى ويجعل من الصعب اقتلاعها بسهولة من هذا البلد وهو ماتسعى هذه الانتفاضة الى الوصول اليه عبر اصرار الامريكان الافارقة على مطلبهم الاساسى المتمثل فى تحقيق العدالة
الاجتماعية .
The post العدالة الإجتماعية مطلب الامريكان الافارقة.. بقلم محمد عبد الله appeared first on السودان اليوم.