خاص السودان اليوم:
غير منصف من ينكر تفاقم الازمة الاقتصادية فى البلد وانعاكسها السالب على الناس ، مع الصدمة الاقتصادية بالغة القسوة التى تعرضت لها بلادنا ذات الاقتصاد الهش أصلا والشلل التام للنشاط الاقتصادى بسبب تفشى جائحة كورونا التى ترتب عليها ايقاف العمل التجارى والتحويلات المالية والتداول مما تسبب فى خروج عشرات الشركات عن سوق العمل وفقدان مئات المواطنين لوظائفهم ، نقول غير منصف من ينكر تأثير هذه الظروف الصعبة على. معاش الناس وحياتهم ، وفى هذا الصدد نقرأ الخبر التالى الذى يحتم على الحكومة فعل شيئ لانه يتحدث عن النسبة العالية للفقر وسط المجتمع اذ فاقت ال 65% بحسب تقديرات الحكومة نفسها .
يقول الخبر :
كشف خبراء إقتصاديون إن هناك أكثر من (65%) من الشعب السوداني يعيش تحت خط الفقر حسب آخر تقديرات للحكومة ، وهذا الكلام يؤكد ما كشف عنه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان “أوشا” الذى اشار الى تصاعد معدل الفقر بين الشرائح الضعيفة في السودان بسبب تفاقم الأزمة الإقتصادية وتفشي وباء كورونا.
وأكد مكتب “أوشا” في الخرطوم إن عدد المحتاجين للمساعدات الإنسانية في السودان خلال العام الحالي أرتفع إلي (9.3) مليون مواطناً في حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية في إشارة إلي أن عدد الغير قادرين علي تلبية أحتياجاتهم الأساسية يقدر بحوالي (3) مليون مواطناً في ظل التضخم الإقتصادي الذي بلغ (99.8) حسب آخر تقرير لجهاز الاحصاء المركزي.
وكان وزير المالية إبراهيم البدوي وقع من جانب حكومة السودان أتفاقا مع برنامج الأغدية العالمي لدعم الشرائح الفقيرة بتقديم تحويلات نقدية مباشرة للأسر الفقيرة والذي يبدأ في منتصف شهر يوليو المقبل بحضور رئيس الوزراء عبدالله حمدوك والمدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي.
ان هذا الكلام يوجب على الحكومة ايجاد معالجات فورا تسهم فى تخفيف العبء على الناس الذين باتوا بحسب التقرير الاممى بحاجة ماسة الى تقديم مساعدات عاجلة وفورية ولايستطيعون انتظار الاجل المتفق عليه بين الحكومة وبرنامج الغذاء العالمى.
وسبق للحكومة ان تحدثت عن برنامج سلعتى الذى يوفر 11 سلعة أساسية بسعر التكلفة ويكون بمقدور المواطن استلام حصته من الجمعيات التعاونية التى تزمع الحكومة انشاءها وستمارس عملها فى الاحياء ووسط الناس ، ومع ان هذا المقترح لايشكل حلا جذريا للمشكلة ولاينهى حالة الفقر فى البلد أو يخفف من نسبتها لكنه حتما يساعد قليلا ويمكن اعتباره حلا ضمن سلسلة حلول تشكل مع بعضها حزمة تخفف الضغط على الناس ، لكن الحكومة وبكل آسف ، ومنذ ان طرحت فكرتها فى انزال برنامج سلعتى الى الواقع المعاش والناس ينتظرون منها ان تفى بوعدها وهذا ما لم يحدث ولاندرى متى يحدث لكننا ندرى ان كل يوم يمر على الناس فى هذا الوضع فإن حالتهم تسوء ومعاناتهم تتفاقم خاصة فى ظل الغلاء الفاحش الذى طال كل شيئ واصبح عدد كبير جدا من الناس عاجزين عن توفير الاحتياجات الضرورية من غذاء ودواء فهل تعى الحكومة ان عليها التحرك الفورى والجدى لمعالجة الفقر وإن التراخى يزيد من معاناة الناس ؟ البدوى وحمدوك والبقية مطالبون بايجاد حلول اسعافية عاجلة الى ان يتم تطبيق البرنامج الكلى الذى يراد له معالجة آثار الفقر .
The post ارتفاع معدل الفقر وتفاقم الازمة الاقتصادية appeared first on السودان اليوم.