
أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي والقائد العام للقوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان أن الجيش لن يقبل بأي هدنة أو وقف لإطلاق النار ما دامت قوات الدعم السريع موجودة على الأرض، مشدداً على أن المعركة ستُحسم وفق شروط وطنية خالصة ودون أي إملاءات خارجية.
وجاءت تصريحات البرهان خلال لقائه رموزاً من المجتمعين السوداني والتركي في العاصمة أنقرة، حيث أوضح أن القوات المسلحة تعتمد على نفسها في إدارة المعركة، مع العمل على إشراك تركيا والسعودية لإقناع الولايات المتحدة بالتعاطي مع مبادرة السلام السودانية.
وأشار البرهان إلى أن زيارته لتركيا جاءت أفضل مما كان يتوقع، مؤكداً أن مستوى التعاون بين الخرطوم وأنقرة بلغ مرحلة غير مسبوقة، ويمثل دعماً مهماً لمواقف السودان في هذه المرحلة الحساسة.
وشدد رئيس مجلس السيادة على أن الجيش لا يثق إلا في الحوار السوداني – السوداني، وأن القتال سيستمر حتى تلقي قوات الدعم السريع سلاحها، مذكّراً بأن القوات المسلحة وافقت سابقاً على الشروط المطروحة في مفاوضات جدة، غير أن الدعم السريع – بحسب قوله – اختار مواصلة الحرب بدعم خارجي.
وفي سياق متصل، أعرب البرهان عن تفاؤله بالمبادرة التي أطلقها ولي العهد السعودي بالتنسيق مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، معتبراً أنها قد تسهم في دفع مسار السلام بما يتوافق مع رؤية الحكومة السودانية. كما أعلن دعمه الكامل لخارطة الطريق التي قدمها رئيس الوزراء كامل إدريس إلى الأمم المتحدة، مؤكداً أنها تشكل أساساً عملياً لمعالجة الأزمة.
ووجّه البرهان رسالة تحذير إلى دول وصفها بالصديقة، محذراً من ارتكاب “أخطاء استراتيجية”، في إشارة إلى إثيوبيا، مؤكداً أن السودان اليوم أقوى مما كان عليه في أي وقت مضى. كما نفى وجود أي طاولة سلام واقعية تضم الإمارات، كاشفاً عن اتصالات سابقة لم تُترجم إلى خطوات عملية، ومشيراً إلى عجز وفد أبوظبي عن الدفاع عن موقفه خلال لقاءات رسمية في الولايات المتحدة.
واختتم البرهان تصريحاته بالقول: “الذين كانوا ينصحوننا بالاستسلام، عليهم اليوم أن ينصحوا الدعم السريع بذلك”، مؤكداً أن القوات المسلحة ماضية في حسم التمرد واستعادة الأمن والاستقرار في البلاد.







