أفادت مصادر مطلعة بأن السودان يتجه لتنفيذ واحدة من أوسع استراتيجياته لإعادة هيكلة قطاع الثروة الحيوانية والسمكية خلال خمس سنوات، في خطوة وُصفت بأنها قد تغيّر معادلة الاكتفاء الذاتي والأسعار والاستثمار الإقليمي بشكل جذري.
ووفق معلومات حصلت عليها ” الراي السوداني”، أعلن وزير الثروة الحيوانية والسمكية أحمد التجاني المنصوري أن الاستراتيجية الجديدة ترتكز على استغلال الثروة الحيوانية الضخمة التي يمتلكها السودان، والتي تُقدّر بـ 140 مليون رأس من الماشية وفق أحدث الإحصاءات، معتبرًا أنها تمثّل ثقلًا اقتصاديًا يمكن أن ينعكس مباشرة على النمو الزراعي والأمن الغذائي إذا وُظّفت بخطط دقيقة.
وأوضح الوزير أن الخطة تتضمن إنشاء مدينة للإنتاج الحيواني في كل ولاية، بهدف تنظيم سلاسل الإنتاج والتسويق ورفع القيمة المضافة، بما يعزز تنافسية المنتجات السودانية في أسواق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
كما كشف عن العمل على تطوير تطبيق ذكي يربط جميع معاملات الوزارة، في خطوة تستهدف مكافحة الفساد وتقليل التعقيدات الإدارية، مع توفير بوابة آمنة للمواطنين والمستثمرين لتنفيذ الإجراءات الحيوية بسهولة.
وأشار المنصوري إلى تأسيس ثلاثة مجالس مشتركة لرجال الأعمال مع السعودية وعُمان والكويت، لافتًا إلى أن مؤشرات واضحة ظهرت من تلك الدول تُظهر رغبة متزايدة في الاستثمار داخل قطاعي الإنتاج الحيواني والأسماك في السودان، ما يعكس تنامي الثقة في قدرة السوق السوداني على توفير فرص اقتصادية واعدة.
هذه التحركات —وفق مصادر مختصة— تُعد من أهم الدعائم المتوقعة لتعزيز التجارة البينية وجذب رؤوس الأموال، وسط توقعات بانتعاش ملحوظ في الأسواق المرتبطة باللحوم، الأعلاف، الصناعات الغذائية، والخدمات اللوجستية.
