أفادت مصادر بأن الخرطوم تتمسك بشكل حاسم بمخرجات اتفاق جدة، وسط تأكيد رسمي على أن أي مبادرة جديدة لن تُقبل ما لم تلتزم بالأسس التي وُضعت مسبقًا لضمان انسحاب قوات الدعم السريع من المدن والمناطق قبل الدخول في أي وقف لإطلاق النار. هذا الموقف الصارم، وفق معلومات حصل عليها ” الراي السوداني” ، يعكس تحوّلًا واضحًا في لهجة الحكومة تجاه الضغوط السياسية القائمة.
وأوضح وزير الخارجية محي الدين سالم خلال مؤتمر صحافي أن إعلان جدة يظل المرجعية الوحيدة، مشددًا على أن تجاوز بنوده “غير قابل للنقاش”، وأن الحكومة لن تسمح بإرسال “أوراق أو مقترحات” لا تراعي جوهر الاتفاق أو لا تمر عبر التشاور الرسمي.
وأضاف سالم أن حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين يمثلان أولوية قصوى في المرحلة الحالية، في ظل تصاعد المخاوف من استمرار التوتر ومآلاته على الاستقرار الإقليمي، وهو ما يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية دعم المسار المتفق عليه.
وتأتي هذه التصريحات في وقت يشهد فيه المشهد السوداني تحركات دبلوماسية مكثفة، وسط تزايد الاهتمام العالمي بتداعيات الأزمة، وارتفاع مؤشرات البحث حول الحلول السياسية، وملفات الأمن الإنساني، والمفاوضات الإقليمية التي قد تعيد رسم خريطة النفوذ داخل السودان.
