
في خطوة وصفت بـ”الرمزية والاستثنائية”، شهد المستشفى التركي بولاية الخرطوم إجراء أول عملية قيصرية ناجحة منذ تحرير العاصمة من المليشيا المتمردة، وفق معلومات حصل عليها “الراي السوداني” ، العملية التي أشرفت عليها الدكتورة نجوى عبد الله برفقة فريق طبي متخصص، أعادت الأمل في إمكانية استعادة النظام الصحي المنهار بعد أشهر من الجمود والانقطاع.
ووفقاً لمصادر في وزارة الصحة بولاية الخرطوم، تمت العملية تحت إشراف مباشر من المدير العام وقيادات الإدارة العامة للطب العلاجي، ضمن خطة استراتيجية لإعادة تشغيل المستشفيات والمراكز الصحية تدريجياً في المناطق المحررة.
الحدث لم يكن مجرد إجراء طبي عادي، بل اعتُبر مؤشرًا واضحًا على عودة تدريجية للقطاع الصحي في السودان، بعد معاناة استمرت بفعل تداعيات الحرب الأخيرة، التي أثرت بشكل مباشر على البنية التحتية للخدمات الأساسية وعلى رأسها الرعاية الصحية.
أظهرت مقاطع مصورة من داخل المستشفى التركي استعدادات دقيقة للعملية، وسط أجواء من الحذر والأمل، ورفع الطاقم الطبي شعار:
“سنعيدها سيرتها الأولى بإذن الله تعالى”
في إشارة إلى العزم على استعادة جودة الخدمات الصحية في الولاية.
ويُعد المستشفى التركي من أبرز المؤسسات المرجعية في العاصمة الخرطوم، وعودته إلى العمل تعزز الثقة بجدية السلطات في تأهيل المنشآت الصحية وتقديم خدمات طبية عالية الجودة رغم التحديات الأمنية واللوجستية.
هذه الخطوة قد تكون الشرارة الأولى لمرحلة جديدة من إعادة الإعمار الصحي في السودان، لافتين إلى أهمية دعم الكوادر الوطنية التي تقف في الخطوط الأمامية لإعادة الاستقرار.
في ظل الأوضاع المتقلبة، تظل مثل هذه الإنجازات نقطة ضوء في نفق مظلم، ورسالة واضحة بأن عودة الحياة إلى المستشفيات ممكنة، متى ما توفرت الإرادة والدعم المؤسسي.










