اخبار السودان

الأقمار الصناعية تكشف عن 43 مسيّرة… والهدف الخرطوم

في تطور ميداني غير مسبوق، أفادت مصادر مطلعة لموقعنا بأن 43 طائرة مسيّرة بعيدة المدى من طراز “شاهد” الإيراني أصبحت جاهزة للإطلاق قرب مطار نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، في مؤشر واضح على هجوم جوي وشيك يستهدف مناطق استراتيجية في الخرطوم وشمال ووسط البلاد، وصولًا إلى بورتسودان.

 

ووفق صور أقمار صناعية حديثة حصلت عليها جامعة ييل الأمريكية اليوم الإثنين 29 سبتمبر 2025، ارتفع عدد منصات إطلاق المسيّرات من 16 إلى 36 منصة خلال 72 ساعة فقط، ما يشير إلى تصعيد عملياتي خطير من جانب قوات التمرد، وسط تحذيرات من ضربات محتملة تطال محطات الطاقة والمطارات والبنية التحتية.

أظهرت مقاطع مصورة تم التحقق منها، انطلاق 16 طائرة مسيرة من مطار نيالا نحو الشرق في تمام العاشرة مساء، يُرجح أنها متجهة نحو العاصمة بثلاثيتها (الخرطوم – أم درمان – بحري) إضافة إلى النيل الأبيض. شهود عيان أكدوا سماع أصوات الإقلاع، وسط أجواء من الترقب والهلع بين السكان.

 

التحركات تأتي عقب هجوم نفّذه الجيش السوداني في “جقو جقو” شرق الفاشر، أسفر عن مقتل ضباط إماراتيين وفنيين أجانب وإسقاط منظومة دفاع جوي متقدمة.

 

مصادر عسكرية رفيعة لم تستبعد أن تكون الهجمات المرتقبة جزءًا من رد انتقامي على تلك العملية، على غرار ما حدث في ضربات مايو الماضي على بورتسودان التي دمّرت مستودعات وقود ومولدات كهرباء رئيسية.

 

هذا التصعيد ليس الأول من نوعه، إذ سبق أن شهدت العاصمة السودانية هجمات جوية مماثلة انطلقت من نيالا في 12 سبتمبر الجاري، حين ضربت 18 مسيّرة انتحارية أهدافًا مدنية وعسكرية، ما تسبب في شلل مؤقت لشبكات الكهرباء والاتصالات.

 

خبراء عسكريون دعوا إلى رفع حالة التأهب القصوى وتعزيز الدفاعات الجوية، محذرين من أن المرحلة القادمة قد تشهد استخدامًا مكثفًا للتكنولوجيا الإيرانية عبر “شاهد” و”دلتا وينغ”، مما يهدد بجرّ البلاد إلى فصل جديد من التصعيد عالي الكلفة، خصوصًا على المدنيين والمرافق الحيوية.

 

تحذيرات أمنية ومؤشرات استخباراتية تشير إلى أن التمرد يعيد تموضعه ضمن خطة هجومية واسعة تشمل أهدافًا في ولايات الشرق والوسط، مع اهتمام خاص باستهداف المطارات والموانئ، ما يزيد من تعقيد المشهد الأمني والإنساني على الأرض.

 

وبحسب تقييمات مراكز أبحاث دولية، فإن التوسع في استخدام المسيّرات يمثل تحولًا استراتيجيًا في تكتيكات الصراع، يضع القيادة السودانية أمام تحدي إعادة بناء منظومات الردع والدفاع، في وقت يشهد فيه البلد أحد أعقد أزماته منذ بداية الحرب.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

منى الطاهر

منى الطاهر – صحفية متخصصة في القضايا الاجتماعية والإنسانية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى