في تطور ميداني مفاجئ قلب موازين المواجهة غرب السودان، أفادت مصادر ميدانية لـ”الجزيرة مباشر” بتحليق طائرة من طراز “أنتونوف” تابعة لطيران الجيش السوداني فوق مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، للمرة الأولى منذ أكثر من عام، ما أثار موجة فرح واحتفالات نادرة داخل المدينة المحاصرة الفاشر منذ أكثر من عامين.
الظهور الجوي المفاجئ في سماء الفاشر، التي تخضع لحصار خانق من قبل قوات الدعم السريع، اعتُبر اختراقًا نوعيًا للقيود المفروضة منذ شهور بسبب منظومات الدفاع الجوي التي نشرتها قوات الدعم السريع لمنع تحليق أي طيران عسكري.
ووفق معلومات حصلت عليها “الراي السوداني”، فإن طائرة “الأنتونوف” نفذت عملية إسقاط جوي ناجحة دعمت القوات المشتركة داخل الفاشر، ما يدل على أن الجيش السوداني تمكّن من تحييد أو تدمير أنظمة الدفاع الجوي المعادية التي طالما أعاقت دعمه الجوي للقوات المحاصرة.
أظهرت مقاطع مصورة من داخل المدينة احتفالات شعبية واسعة، بما في ذلك إطلاق زخائر البشرى والزغاريد، تعبيرًا عن الأمل في كسر الحصار المتواصل، خاصة بعد ما وصفه مصدر عسكري بـ”البداية الجديدة” في العمليات العسكرية على محور الفاشر.
في المقابل، قال شهود عيان إن قوات الدعم السريع ردت بقصف مدفعي مكثف وعشوائي، في محاولة لتقويض المعنويات المرتفعة داخل مدينة الفاشر .
وأشار مصدر ميداني إلى أن النجاح في تحليق طائرة الأنتونوف الثقيلة يعكس تحسّن التنسيق بين سلاح الجو ووحدات الفرقة السادسة مشاة داخل الفاشر، كما يعكس فعالية الدعم الذي وفرته المسيرات التركية الحديثة في تأمين الأجواء.
تزامن ذلك مع تحركات برية واسعة من متحركات الجيش السوداني انطلاقًا من كردفان، تهدف لفك الطوق العسكري المفروض على المدينة منذ قرابة عامين، في ما يبدو أنه جزء من خطة أشمل لاستعادة زمام المبادرة غرب البلاد.









