أفادت مصادر مطلعة أن العميد نبيل عبدالله، الملحق العسكري بسفارة السودان في القاهرة والمتحدث الرسمي السابق باسم القوات المسلحة، وجه رسالة وداع غير معتادة لموظفي التلفزيون القومي، عقب إعلان تكليف ناطق جديد للجيش.
الرسالة التي وصفتها شخصيات إعلامية بـ”الأقوى منذ اندلاع الحرب”، كشفت تفاصيل دقيقة عن المرحلة الأصعب التي مرت بها البلاد، ووجهت إشارات مباشرة لدور الإعلام العسكري في إدارة الأزمة.
ووفق معلومات حصلت عليها” الراي السوداني ” جاء في مستهل الرسالة شكرٌ صريح لمن وصفهم العميد نبيل بـ”الجنود المجهولين” داخل المنظومة الإعلامية، مشيداً بثباتهم رغم الإمكانات المحدودة والتحديات الجسيمة، مؤكداً أنهم شكّلوا حائط الصد الأول في المعركة النفسية، ومعتبراً أن الأداء الإعلامي كان أحد أسباب تماسك الجبهة الداخلية.
وتحدثت الرسالة، التي تم تداولها داخل أروقة التلفزيون الرسمي، عن ظروف قاسية عاشها المتحدث السابق، أبرزها حصاره لأكثر من عامين داخل سلاح الإشارة بمدينة بحري، في ظل سيطرة قوات الدعم السريع على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم. وبيّنت مقاطع مصورة سابقة ظهوره المتكرر عبر قناة الجزيرة مباشر، حيث عُرف بثباته وعباراته التي رسخت في وجدان الجنود، مثل قوله: “الجيش عمره مائة عام، ويعرف متى وكيف يخمد التمرد.”
وفي لفتة نادرة، قدّم العميد نبيل دعمه الكامل لخلفه العميد عاصم عوض، واصفاً إياه بأنه “خيار من خيار”، ومشيداً بقيادته الفاعلة لمتحركات الجيش في أم درمان. وأضاف: “هو من القادرين على قيادة السفينة إلى بر الأمان بإتقان.”
وتُعد هذه الرسالة من العلامات الفارقة في مسيرة الإعلام العسكري، حيث أظهرت حجم التنسيق والتضحية داخل المؤسسات الوطنية خلال فترة الاضطرابات. وتوقعت شخصيات مقربة أن تشهد المرحلة المقبلة نقلة في أداء المنصات الإعلامية للقوات المسلحة، بدعم من القيادة الجديدة.
واختتم العميد نبيل كلماته بنبرة أمل: “نغادر الموقع، لكننا باقون على العهد. القوات المسلحة تنتصر، والإعلام العسكري باقٍ على درب الوفاء والتماسك.”









