
الخرطوم – الراي السوداني
وفق معلومات حصل عليها ” الراي السوداني ” دعا وزير الداخلية السوداني الفريق شرطة بابكر سمرة المواطنين للعودة إلى العاصمة الخرطوم، مؤكداً أنها أصبحت آمنة بالكامل، مع انتشار واسع للقوات النظامية في جميع المناطق الحساسة.
تصريحات الوزير، التي جاءت في حوار خاص للجزيرة نت ، كشفت عن استئناف شرطة النجدة لنشاطها المعتاد في تلقي البلاغات على مدار 24 ساعة، مع استجابة فورية من الدوريات الميدانية، وانخفاض ملحوظ في مستوى الجريمة، وعودة تدريجية للمواطنين إلى أحيائهم، وفق مصادر شرطية موثوقة.
وأظهرت مقاطع مصورة بثتها وسائل إعلام مرخصة تجولاً حراً داخل العاصمة ليلاً ونهارًا، وسط انتشار أمني كثيف عند الجسور والمعابر والمرافق الحيوية، مما يعكس تغييرًا كبيرًا في المشهد الأمني مقارنة بالأشهر الماضية.
وأكد الوزير أن وزارة الداخلية لا تكتفي بضبط الأمن بل تعمل على إعادة تقديم الخدمات الشرطية بشكل كامل، حيث تم بالفعل استئناف العمل بمجمعات الشرطة الخاصة بالأوراق الثبوتية في مناطق استراتيجية شملت الحلفايا، أم درمان، أبو آدم وشرق النيل، إلى جانب مراكز ظلت صامدة خلال الحرب.
لكن رغم هذا التحول، لا تزال مناطق عدة من العاصمة تشهد حالات سلب ونهب، في ظل انتشار بؤر عشوائية وصفها الوزير بـ”البيئة الحاضنة للتفلت”، موضحًا أن هذه البؤر – التي تجاوز عددها 72 موقعًا – يتم التعامل معها بحسم قانوني بالتنسيق مع النيابة العامة والجهات المعنية، ضمن خطة لإعادة فرض هيبة الدولة.
وفي إطار استراتيجية متكاملة، شدد الوزير على أن الوزارة تضع ضمن أولوياتها ملفات كبرى تشمل إزالة التشوهات البصرية والعشوائيات، تنظيم الوجود الأجنبي، وتوسيع نطاق الخدمات المدنية كالجوازات، المرور والسجل المدني.
وتؤكد هذه الإجراءات، بحسب تصريحات رسمية، دخول العاصمة الخرطوم في مرحلة جديدة من الاستقرار التدريجي، ما يفتح الباب أمام عودة واسعة للحياة الطبيعية، رغم تحديات ما بعد الحرب.