عالمية

تعيين مثير للجدل داخل القصر الرئاسي يشعل الجدل… التفاصيل

في خطوة فُسّرت على نطاق واسع بأنها محاولة لتعزيز قبضة السلطة داخل الدائرة الضيقة للنخبة الحاكمة، أفادت مصادر سياسية مطلعة أن رئيس جنوب السودان، سلفا كير ميارديت، عيّن ابنته أدوت سلفا كير مبعوثة رئاسية أولى للبرامج الخاصة، خلفًا للدكتور بنيامين بول ميل، الذي رُقي إلى منصب نائب الرئيس في فبراير الماضي.

 

التحرك الرئاسي، الذي لم تُعلن أسبابه رسميًا، أثار انتقادات حادة من مؤسسات المجتمع المدني ومحللين وصفوه بأنه تجسيد للمحسوبية وتنامي ظاهرة “السلالات السياسية”، في بلد يعاني من هشاشة سياسية واقتصادية، حيث يُنظر إلى الموارد والمناصب كأدوات للنفوذ لا للمسؤولية العامة.

 

التعيين يُعدّ جزءًا من توجه أوسع لإعادة ترتيب مراكز القوة داخل الرئاسة، وسط تحذيرات من تأثير هذه التحركات على ثقة المواطنين بالمؤسسات الرسمية.

 

المحلل السياسي جيمس بوبويا صرح أن هذه الممارسات تكرّس السلطة ضمن نطاق عائلي، مشيرًا إلى أن توزيع المناصب على أسس القرابة يحدّ من فرص الكفاءات الوطنية ويهدد بانكماش دائرة المشاركة السياسية. بينما اعتبر الناشط الحقوقي تير مانيانغ غاتويش أن التعيين “محسوبية مباشرة”، داعيًا إلى اعتماد معايير الجدارة والتنوع الوطني في المناصب العليا.

 

أظهرت مقاطع مصورة تداولها نشطاء محليون تفاعلاً محتدمًا في أوساط الشباب، الذين طالبوا بتمثيل أوسع للجيل الجديد في مؤسسات الحكم، متهمين السلطات بتجاهل الطاقات المؤهلة لصالح الأسماء العائلية.

 

وفي موقف لافت، حث المدير التنفيذي لمنظمة “تمكين المجتمع من أجل التقدم”، إدموند ياكاني، أدوت سلفا كير على إثبات كفاءتها بمهنيّة وحياد، معتبرًا المنصب اختبارًا سياسيًا حساسًا لمدى قدرتها على تجاوز المصالح العائلية والمساهمة في دعم الاستقرار والسلام الوطني.

 

التعيين الجديد يفتح باب التساؤلات حول توجهات الحكم في جنوب السودان، ومدى تأثير العلاقات العائلية على القرارات المفصلية في إدارة الدولة، في وقت تتصاعد فيه المطالب بإصلاحات عميقة تضمن الشفافية وتكافؤ الفرص.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

منى الطاهر

منى الطاهر – صحفية متخصصة في القضايا الاجتماعية والإنسانية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى