في تطور مفاجئ قد يعيد رسم خارطة الأزمة السودانية، أفادت مصادر مطلعة أن طائرة خاصة تابعة لشركة “رويال جت” الإماراتية، سبق استخدامها من قبل قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”، أقلعت من أبوظبي متجهة إلى جنيف صباح الأربعاء، قبل أن تعود أدراجها .
حميدتي كان على متن الطائرة، حيث عقد لقاءً مغلقًا في جنيف مع مسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي جو بايدن، بعد ساعات فقط من اجتماع مماثل جمع بولس برئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان.
اللقاءات التي تمّت وسط تكتم أمريكي غير مسبوق، تشير إلى أن الملف السوداني بات يحظى بزخم جديد داخل الإدارة الأمريكية، في ظل ما وصفته صحيفة “ذا ناشيونال” الإماراتية بـ”مقترح أمريكي متكامل” لإنهاء النزاع الدامي في السودان، يشمل خطة لوقف إطلاق النار وضمان إيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق.
مصدر في واشنطن أكد أن إدارة بايدن اختارت نهجًا حذرًا في التعامل مع الملف، مع إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة مع الطرفين، وذلك “تجنبًا لأي تصعيد ميداني مفاجئ قد ينسف جهود الوساطة”.
وفي حين تتحدث تقارير عن إرجاء اجتماع الرباعية (أمريكا، السعودية، الإمارات، مصر)، فإن واشنطن تميل حاليًا إلى تفعيل مشاورات ثنائية مع الدول الأكثر تأثيرًا في الملف السوداني، بحسب تسريبات من مسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية.
على الأرض، أظهرت مقاطع مصورة من مناطق النزاع تصاعد الاشتباكات وتحول بعضها إلى مواجهات ذات طابع جهوي، ما دفع منظمات مثل هيئة محامي دارفور والمجموعة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات إلى دعوة المجتمع الدولي لتكثيف الضغط على طرفي النزاع، محذّرة من دخول البلاد في دوامة “حروب الوكالة”.
من جانبه، دعا القيادي السوداني مبارك أردول رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان إلى “الشفافية الكاملة” في كشف ما دار خلال اللقاءات المغلقة، مؤكدًا أن الشارع السوداني “لن يتحمل المزيد من الغموض والتجريب”.
في المقابل، عبّرت قوى مدنية عن ترحيب مشروط بأي تحرك دولي جاد يهدف لوقف الحرب، لكنها شددت على ضرورة أن تكون المفاوضات علنية وشفافة لتفادي استغلالها سياسيًا أو إعلاميًا.