السودان اليوم:
مستشار رئيس الوزراء البريطاني دومينيك كيمنغز سافر برفقة عائلته من لندن الى دورهام خارقا لاجراءات العزل وتقييد الحركة بين المدن ..سافر متخفيا لكن اتى خبره (شايلو النسيم ) فما كان من الشعب البريطاني الا ان طالبه بالاستقالة ..وقف الصحفيون في انتظاره عند باب منزله وهم يهتفون له (استقيل) ..وقبل دومينيك كانت وكيلة وزارة الصحة البريطانية قد قوبلت بهجوم شديد عند خرقها الضوابط الصحية المتشددة لكن هذه تقدمت باستقالتها بهدوء وبدون احداث ضجة كما يفعل كيمنغز هذه الايام..
لماذا يطالبونهم بالاستقالة ؟ هل كان اداؤهم سيئا؟ الشعب البريطاني لا يصبر على اي (لكلكة) في الاداء الحكومي ..و(كيمنغز) سافر لكي يودع ابنه عند جده وجدته خوفا عليه من العدوى بالفايروس لان زوجته ظهرت عليها علامات المرض ..وقد كان هذا سببا قويا ومقنعا لو كان شخصا عاديا وليس متقلدا لمنصب رسمي ..لذلك كانت المطالبة بالاستقالة لان المنصب الحكومي يفرض عليك ان تكون قدوة في الالتزام بالموجهات الرسمية ..اذ لا يعقل ان تطالب الحكومة شعبها بالبقاء في المنازل ..وتفرض قيودا على السفر وغرامات وحاجات وشنو ..ويكون وزراءها هم اول من يخرق هذه القوانين…!!
شاهدت صورا لمجموعة من متقلدي الوظائف الرسمية ..وزراء واعضاء المجلس السيادي وهم يجوبون القرى والحضر .. ..ويجتمعون بمواطنين ..بل ان السيدة وزيرة الشباب والرياضة اجتمعت في احدى المدن بمجموعات من الشباب حسب الاخبار المتواترة والصور المتداولة ..صحيح انهم كانوا يرتدون قفازات وكمامات لكن السؤال ليه السفر من اصلو ؟ ما هي الاسباب الملحة والضرورية للتجوال في هذه الظروف العصيبة والتي تفرض فيها الحكومة حظرا شاملا واغلاقا للمدن ؟ كذلك السيد وزير الشؤون الدينية والأوقاف …شاهدت له فيديو متداولا وهو يشتري خضارا من بائع متجول (الحقيقة ان صاحب الفيديو نشره بحسن نية ..ان السيد الوزير يشتري الخضار مثل عامة الناس ) لكنه ايضا تعامل مثل عامة الناس ..فلا كمامة ولا قفازات ولا حافظ على مسافة التباعد ..ولم يعترض على تلك الزحمة في ذلك السوق ..!! اليس هذا غريبا ؟
على صعيد آخر (على طريقة الاخبار ) … رشحت الانباء ان هناك فنانة وفرقتها قد تم توقيفهم على مشارف مدينة عطبرة ..كانت المغنية في طريقها لاحياء حفلة ..شوف ازاي ؟؟ دي التصاريح ولا بلاش ..كيف خرجت من الخرطوم ؟ وماهي الاسباب القوية التي منحت من اجلها التصريح للسفر عبر الولايات ؟؟ وبعد ذلك يتباكى ولاة الامر على عدم التزام الشعب بالقوانين والضوابط المفروضة ..ما الذي تنتظرونه ان كان ارباب البيوت للدفوف ضاربين ؟
اذا لم يلتزم (السادة اللي فوق) بالحظر وتقييد الحركة ما الذي تنتظره من المواطن البسيط ؟ لا تقل لي ان العمل يستدعي الحركة ..كل شئ يمكن تأجيله الا الصحة ..وكان يمكن لو استشعر كل منهم انهم قدوة وانهم تحت بصر الجميع ..ان يتم تاجيل الزيارات ..واعادة جدولة الاجتماعات ..بل يجب ان تكون اجتماعات مجلس الوزراء نفسه عبر الانتزنت ولا يجب ان يمنح تصريح المرور لأي شخص ..ولا ان يعبر احد اي ارتكاز او كبري الا لو كانت حالة طوارئ.
استشعروا عظم المسؤولية يا جماعة ..انتم محط الانظار ..و قد قالها عمر بن الخطاب قديما (لو عثرت بغلة بالعراق لخفت ان يسألني ربي ..لم لم اسو لها الطريق ) ..وما اكثر البغال ..و حفر الطريق..
The post فوق القانون.. بقلم ناهد قرناص appeared first on السودان اليوم.