السودان اليوم:
في الدول المتطورة بالديمقراطية تعتبر السياسة مهنة منظمة يمارسها اشخاص متخصصون تعتبر الأحزاب أجسام حرة لا تنتمي لبيت أو طائفة انما تبني على أفكار ومبادئ وطنية تصاغ في شكل برامج سياسية وخدمية يتاح لكل فرد بالغ من مواطني تلك البلاد أن يختار الانضمام لأي من الأحزاب أو يظل لا منتميا لأي حزب. ولا يشارك الشعب هناك في العمل السياسي إلا في عمليات اختيار الحكام او نواب الشعب ثم بعد ذلك ينصرف كل صاحب مهنة ليجود مهنته. كما ان الصحافة هناك صحافة مهنية لا تعتمد أساليب المكايدات السياسية وإثارة الفتن والطعن في النزاهة بل والأعراض. دائما بسهولة بل يحال أمر كل مشتبه به للقضاء لقد سبق أن ذكرت ما يثار عن خط هيثرو يوميا في إحدى الصحف بأسلوب ساخر الى ان توفي الله المتهم ولم يدرك اي مواطن هل كان المتوفي بريئا ام مذنبا، وذكرت انها منذ سنوات قال احد خطباء الجمعة ان اثارة هذا الامر لا يجوز شرعا فلابد من ان يحال الامر للمحكمة لتقضي فيه، فان كان المتهم مذنبا ينال عقابه، اما ان كان بريئا فيحاكم المدعي بحد القذف واشانة السمعة وهكذا تحسم القضايا وليس بقيل وقال لمدة سنوات طوال. على ذكر شركة تطوير السودان بالعلم والتي كوناها من مجموعة (قروب واتسب) فاننا قصدنا من ذلك ان تتجه كل مجموعة من الشباب الي تكوين شركة صغيرة براس مال صغير والبدء في الانتاج مثل عمل مناحل صغيرة او تصميم برامج حاسوب او زراعة زهور او غير ذلك من المشاريع الصغيرة التي يمكن ان تصدر منتجاتها للخارج ولدول الجوار فترفع من قيمة عملتنا بدلا من بستنفذ شبابنا وقته كله في تبادل التهم والشائعات علي وسائل التواصل الاجتماعي، وفي هذا الصدد ناقشني علي الهاتف استاذي في المهنه واخي الاكبر د.م. معماري عثمان الخير فقال لي هذا زمن اطلاق الفكر للشباب ليبدع وضرب لي مثل بشركة اوبر فقال لي ان شركة اوبر بلغ راس مالها العامل اكثر من 400 مليار دولار وتشرف علي حوالي 4 مليون سياره ولكنها لا تمتلك واحده منها هي فقط تحرك تلك السيارات بالحاسوب وتعطي للسائق (مالك السيارة ) حقه عن طريق النت وتحتفظ بالباقي.
نحن في السودان نمتلك العقول والشباب المتعلم وكشعب نتميز بميزات كثيرة (طبعا في نخبتنا بعض العيوب التي تعطل استفادتنا من ثروات بلادنا منذ الاستقلال) ولذلك نحن الان نريد ان نعمل سويا من خلال شركة تطوير المشاريع الصغيرة لاحداث وثبة عملية تشغل شبابنا وتصرفهم عن الجدل السياسي السوفسطائي.
ملحوظة د.م. عثمان الخير يساري وعندما ذهبت لدراسة الهندسة في جامعه القاهرة بالجيزة كان هو في السنة النهائية وحاولوا ان يستقطبونا لليسار ..لكننا تمسكنا بالمنهج ولم يفسد ذلك اي شيء بيننا وظل رئيسنا عثمان الخير حتي عندما عدنا للسودان واسس هو ومحمد الحسن لوممبا، ويوسف وطارق ابراهيم اسحق رحمهما الله نيوتك الاستشارية الصناعية واسست انا نصر رضوان مهندسون ومقاولون ثم شركة تقنيات البناء والنفط، وادخلنا للسودان سويا الكثير من التقنيات وحدثنا الكثير من التقنيات المحلية في مجالات البناء والتشييد، فعلى الشباب ان يعمل ويبدع وينتج ولا يدع السياسة تقوده لخصومات تفسد العلاقات المجتمعية مما يؤدي لاهدار الوقت وشل الاقتصاد، بل والاسوأ تفريخ حركات مسلحة والاستعانة بالاجانب بل باسرائيل من اجل فرض فكرة او الوصول للسلطة او الاستحواذ علي ثروة فالحركات المسلحة صار لها سنوات تقاتل من اجل (الثروة والسلطة) ولقد شاهدنا الكثير من قادة الحركات المسلحة الذين تصالحوا مع الحكومات المسلحة فلما اعطتهم المنصب (السلطة) وبعض المال (الثروة) ظلموا جنودهم ولم يعطوهم شيئ في حركتهم المسلحة مما جعل القيادات الاقل رتبة منهم تكون حركات مسلحة، فالى متى؟ ولماذا؟ ونحن ثروات بلادنا التي تهدر وتعطل استغلالها بالحروب يمكن ان تجعل كل ولاية أو اقليم في بلادنا من اغنى الأماكن في العالم.
The post هل يعي شبابنا أن السياسة مهنة؟.. بقلم نصر رضوان appeared first on السودان اليوم.