طعام الحيوانات يتحوّل إلى آخر رمق للنجاة تحت حصار الدعم السريع
الفاشر – الراي السوداني
في مشهد تقشعر له الأبدان، وثّق مقطع فيديو متداول لحظات إعداد وجبة “الأمباز” — وهي مخلفات فول سوداني تُستخدم كعلف للحيوانات — لتكون غذاء لأهالي الفاشر المحاصَرين. يظهر الفيديو نساءً و شبابا وهم يعدون الوجبة ، في محاولة يائسة لسد الجوع الذي بات يفتك بأجسادهم المنهكة.
مدينة الفاشر، التي كانت يوماً مركزاً للحياة والثقافة في شمال دارفور، تحوّلت اليوم إلى مسرح للمجاعة والموت البطيء، بعدما أحكمت قوات الدعم السريع قبضتها عليها، وقطعت عنها خطوط الإمداد، ومنعت وصول المساعدات الإنسانية.
يقول أحد سكان المدينة بصوت متهدج عبر رسالة صوتية مسرّبة:
“نحن لا نبحث عن طعام فاخر.. نريد فقط ما يُبقي أولادنا أحياء.. حتى الأمباز لم يعد متوفراً بسهولة.”
رغم النداءات المتكررة للمنظمات الدولية والجهات الإنسانية، يظل الوضع في الفاشر مأساوياً، مع تقارير عن انتشار أمراض سوء التغذية بين الأطفال، وانهيار شبه تام للنظام الصحي، وسط استمرار القصف والانتهاكات.
هذه الوجبة التي لا تليق إلا بالمواشي أصبحت ملاذاً أخيراً للناجين في مدينة محاصرة، في بلد تمزقه الحرب، وتخذله الإنسانية.