تشير تقارير دولية متزايدة إلى تحوُّل لافت في مواقف بعض القوى العالمية من الأزمة السودانية، في ظل صعود نفوذ الجيش وتراجع الثقة في شركاء سابقين كالإمارات وإسرائيل.
ويكشف تقرير لصحيفة Times of Israel كيف غيّرت انتصارات الجيش قواعد اللعبة الجيوسياسية في الإقليم.
تشهد الساحة السياسية حول السودان تحوّلات متسارعة، ليس فقط بين دول الجوار الأفريقي، بل على مستوى أوسع شمل أطرافًا دولية كانت تدعم أو تتواطأ مع الإمارات، التي وصفها مجلس الأمن والدفاع السوداني بـ”دولة العدوان”.
في تقرير موسع بصحيفة Times of Israel، كتب الكاتب البريطاني المختص في الشأن الأفريقي جيفين سيركين أن انتصارات الجيش السوداني في معارك الخرطوم وود مدني ودارفور مثلت تحولًا جيوستراتيجيًا كبيرًا، مشيرًا إلى أن الافتراضات التي ربطت إمكانية إجبار الفريق عبد الفتاح البرهان على التطبيع في السر كانت خاطئة.
وأشار سيركين إلى أن هذا النهج أدى إلى تآكل مصداقية إسرائيل تجاه البرهان، مستشهداً بتصريحات دبلوماسي سوداني سابق وصف زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي للخرطوم قبيل اندلاع الحرب بأنها “طعنة في الظهر”، إضافة إلى صمت تل أبيب تجاه جرائم مليشيا الدعم السريع.
كما تناول المقال تعويل بعض الدول الأوروبية على جهاز المخابرات السوداني بقيادة الفريق إبراهيم مفضل في قضايا مكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية، ما يعكس إعادة ترتيب للعلاقات الدولية مع السودان.
وحذر الكاتب من ربط مستقبل السودان بإقصاء التيارات السياسية والتطبيع مع إسرائيل، مؤكداً أن ذلك سيُغذي موجات التطرف العنيف، ودعا إلى حوار وطني شامل يضم جميع الأطراف، من الإسلاميين إلى الجيش والمؤسسات الوطنية، لضمان استقرار السودان.
سبق ذلك مقال في Jerusalem Post للكاتب نيفل تيلير نفى فيه ادعاءات أن السودان أصبح وكيلًا لإيران، موضحًا أن علاقة السودان بإيران تنحصر في ضرورات الحرب الداخلية وليس في تحالفات إقليمية.
