اخبار السودان

مواطنة بريطانية بـ أم درمان تشعل تفاعل السودانيين

نشرت القوات المسلحة السودانية مقطع فيديو يظهر لقاء الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة، بمواطنة بريطانية أقامت طوال فترة الحرب في حي المهندسين بأمدرمان مع أبنائها، حيث أشاد بشجاعتها ومواقفها النبيلة في الوقوف إلى جانب جيرانها من الأسر السودانية خلال الأوقات العصيبة.

 

الفيديو أثار تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبره كثيرون مثالاً نادراً للوفاء والشجاعة، وأشاد البعض بثبات هذه السيدة البريطانية التي وُصفت بأنها “أصيلة أكثر من كثير من أبناء البلد”، لما أبدته من صمود في وجه المخاطر دون أن تغادر، رغم الظروف القاسية التي كانت كفيلة بتهديد حياتها في أي لحظة.

 

 

ما زاد من الإعجاب أن هذه السيدة متزوجة من سوداني، وظلت مقيمة في حي المهندسين الذي شهد مواجهات ضارية امتدت لأكثر من عام، لا سيما في ظل سعي المليشيا للسيطرة على مقر سلاح المهندسين، الذي يقع في منطقة استراتيجية بين الحي وضفة النيل الأبيض. وجودها في هذا الموقع الحرج لم يثنها عن البقاء، بل جعلها رمزاً للوفاء والانتماء الحقيقي.

 

 

في تعليقات بعض المتابعين، وُجهت مقارنة حادة بين صمود هذه السيدة البريطانية ومغادرة عدد كبير من السودانيين في بداية الحرب. أشار أحدهم إلى أن سكان غزة، رغم الحصار والدمار، لم يغادروا أرضهم، بينما غادر كثير من السودانيين مع أول صوت رصاص، معبّراً عن أمله أن يستوعب الناس معنى وقيمة الوطن بعد كل ما جرى.

 

 

أحد المتداخلين، ويدعى إبراهيم الترابي، عبّر عن تقديره لوفاء هذه السيدة، قائلاً إنها لم تترك السودان لأنها تعتبره وطنها الحقيقي، مؤكداً أنه لو كانت سودانية وتحمل جنسية بريطانية، لكان من الطبيعي أن تغادر حفاظاً على حياتها. وأضاف أن ما قامت به دليل على وفاء عميق لا يمكن تفسيره إلا بالحب الحقيقي للأسرة والوطن، واختتم حديثه بالإشارة إلى أن الله في القرآن قدّم الشعوب على القبائل لما في ذلك من دلالة على أهمية الانتماء الوطني قبل القبلي.

 

 

كوثر محجوب الحسن، إحدى المقيمات في ذات المنطقة، روت تجربتها الشخصية، مشيرة إلى أنها بقيت في منزلها حتى شهر مارس رغم اشتداد المعاناة، وأوضحت أن كثيراً من الناس خرجوا وتركوا منازلهم عرضة للنهب، لكنها وبعض الجيران قرروا البقاء رغم النقص الحاد في الاحتياجات الأساسية. أكدت أن هذه التجربة علمتها معنى الانتماء الحقيقي وقيمة البيت والوطن، وأضافت أن شعب غزة ما زال يتمسك بأرضه رغم المصاعب، بينما وصف بعض السودانيين بأنهم “هلوعون وجبانين”.

 

 

من جانبه، عبّر عوض آدم كمال عن أسفه تجاه ما وصفه بضعف الحس الوطني لدى بعض السودانيين، مؤكداً أن شعوباً كثيرة حول العالم لا تتردد في التضحية من أجل أوطانها. واستشهد بتجربة الهنود الذين عاشوا في السودان، حيث أُجلوا خلال الحرب لكنهم كانوا من أوائل العائدين لاحقاً، وقد عبّروا عن حزنهم العميق لفراق البلد الذي أحبوه، ما يعكس عمق ارتباطهم بالسودان رغم أنهم ليسوا من أبنائه الأصليين.

 

القصة تسلط الضوء على مواقف إنسانية ووطنية ملهمة، تعكس في طياتها معاني الصمود والوفاء والانتماء، وتفتح الباب أمام مراجعة عميقة لقيمة الوطن في نفوسنا.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

منى الطاهر

منى الطاهر – صحفية متخصصة في القضايا الاجتماعية والإنسانية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى