هل تسعى الإمارات لفتح ممر حدودي للدعم السريع عبر ليبيا؟

ترجمة – الراي السوداني
كشفت مجلة “أفريكا كونفيدينشيال” (Africa Confidential) في عددها الصادر بتاريخ 11 يوليو 2025، أن قوات الدعم السريع شنّت هجومًا مفاجئًا للسيطرة على مناطق المثلث الحدودي قرب جبل عوينات، وهي منطقة جبلية نائية لطالما عُرفت بكونها ممرًا رئيسيًا لعمليات التهريب عبر الحدود.

تحركات منسّقة من داخل ليبيا

بحسب تقرير المجلة، فإن القوات المشتركة المتحالفة مع الجيش السوداني، والتي تنشط في المنطقة، أفادت بأن مجموعة كبيرة من المقاتلين وصلوا من مدينة الكُفرة الليبية بهدف الانضمام إلى المعارك في شمال دارفور.

وأوضحت المجلة أن هذه المجموعات غادرت ليبيا بعد تصاعد الخلافات مع ميليشيا “سبل السلام” المسيطرة على المدينة منذ عام 2024، ما أدى إلى مواجهات عنيفة بين الطرفين.

اتهامات للجهات الداعمة

ووفقًا لما أوردته “أفريكا كونفيدينشيال”، فإن قادة في الجيش السوداني وجّهوا اتهامات مباشرة لدولة الإمارات، معتبرين أنها تقف وراء التوترات الأخيرة عبر دعمها لقائد “الجيش الوطني الليبي” اللواء خليفة حفتر ونجله صدام حفتر.

ويعتقد القادة أن هذا الدعم يهدف إلى فتح ممر لوجستي جديد يخدم مصالح قوات الدعم السريع ويمكّنها من بسط نفوذها على المنطقة الحدودية.

دور التهريب في التمكين العسكري

لكن المجلة أشارت إلى تفسيرات أخرى غير سياسية، حيث نقلت أن القوات المشتركة نفسها كانت، على ما يبدو، متورطة في أنشطة التهريب بالتعاون مع شركاء ليبيين وربما مصريين.

واعتبرت أن هذه الخلفية قد تفسّر سهولة سيطرة الدعم السريع على تلك المنطقة، خاصة في ظل ما يُعتقد أنه دعم من مقاتلين ليبيين موالين لحفتر.

ردود مصرية متباينة

وحول الموقف المصري، أكدت “أفريكا كونفيدينشيال” أن القاهرة تُبدي مواقف متباينة إزاء هذا التصعيد. فعلى الرغم من دعمها الثابت للجيش السوداني، فإنها لا تُظهر أي تعاطف مع قوات الدعم السريع، رغم محاولات قائدها محمد حمدان دقلو “حميدتي” تحسين العلاقات مع مصر مؤخرًا.

السلاح أولوية القاهرة

وأوضحت المجلة أن ما يثير قلق السلطات المصرية ليس انتشار قوات الدعم السريع في حد ذاته، بل كمية الأسلحة الخفيفة التي تُهرّب عبر الحدود الغربية إلى داخل مصر، وسط غياب رقابة فعالة.

السيسي بين حفتر وضغوط الإمارات

في ختام تقريرها، قالت “أفريكا كونفيدينشيال” إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لا يستطيع تحمّل خسارة دعم اللواء حفتر في ظل تغير التحالفات الإقليمية.

وأضافت أن الإمارات، التي تُعد من أبرز ممولي الحكومة المصرية، بدأت تُبدي تململاً من بطء الإصلاحات الاقتصادية في القاهرة، ما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والاقتصادي أمام القيادة المصرية.