تعرضوا لإنتقادات وضاقت عليهم الأرض بما رحُبت” تقدم القحــــــاتـة”.. على نفسها جنت براقش
مواقف محرجة لأعضاء “تقدم” بالخارج، و”حمدوك” ليس استثناءً..
مهزلة لندن وضعت رسالة في بريد المجتمع الدولي بشأن خطل الرهان على حمدوك ورهطه..
ماهي تأثيرات تراجع مواقف دول ومنظمات أفريقية عن دعم القحاتة؟..
على القحاتة إعادة التفكير في محاولتهم الفاشلة بتسويق أنفسهم لمرحلة ما بعد الحرب..
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..
ولا تزال أصداء “مهزلة لندن” التي تعرض لها دكتور عبد الله حمدوك ورهطه من تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية ” تقدم”، تتصدر العناوين وتسحب البساط من تحت أقدام أي حدث آخر في منصات التواصل الاجتماعي وبين أروقة (السوشيال) ميديا، فالحدث اكتسب أهميته من واقع الإهانة البالغة التي لطَّخت وجه آخر رئيس مجلس وزراء سوداني، وفي مدينة الضباب، عاصمة الحرية والديمقراطية، وبين يدي السلطات المختصة، وفي ذلك عدة إشارات أبرزها غياب شمس القحاتة، في بلاط الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس.
لندن لم تكن اعتباطاً:
ولم يكن توجه تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية ” تقدم” غرباً إلى المملكة البريطانية اعتباطاً، وإنما كان بإيعاز من السلطات البريطانية التي تمثل واحدة من المخالب التي ظلت تخربش جسد الاستقرار في السودان من خلال التآمر والتخطيط الخبيث لإنجاح مشروع استيلاء ميليشيا آل دقلو على الحكم في البلاد، عبر تنفيذ انقلاب الخامس عشر من أبريل 2023م، من أجل تقويض السلطة، بسندٍ داخلي يقوده ” القحاتة” الظهير السياسي لميليشيا الدعم السريع، وبدعمٍ إماراتي، ومشاركة واسعة من دول جوار جغرافي وإقليمي، وعندما فشل التخطيط العسكري بانكسار المحاولة الانقلابية للميليشيا الإرهابية، سارعت بريطانيا إلى رفع عصا الدبلوماسية والأجندة السياسية داخل مجلس الأمن الدولي بوضع العراقيل أمام شكوى السودان ضد الإمارات.
زنقة باريس:
وقبل حادثة لندن تعرضت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية ” تقدم” لعدة ” زنقات” ومواقف مشابهة في عدد من العواصم الأوربية، ففي منتصف أبريل 2024م الماضي تظاهر سودانيون مقيمون في باريس، وناغمون على القحاتة، حيث ندد المتظاهرون بمواقف تنسيقية القوى الديمقراطية “تقدم” الداعمة للجنجويد والفظائع التي ترتكبها في حق الشعب السوداني، وهي الحادثة التي زرفت فيها عضو تقدم دكتورة مريم الصادق المهدي الدموع عندما هتف المتظاهرون في وجهها ووجه عضو تقدم دكتور نصر الدين عبد الباري وزير العدل في حكومة دكتور عبد الله حمدوك، ورددوا شعار: (بي كم بي كم بي كم قحاتة باعوا الدم، بي كم بي كم بي كم حمدوك باع الدم)، وكان وفد تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية ” تقدم” قد وصل إلى العاصمة الفرنسية للمشاركة في مؤتمر عن السودان احتضنته باريس.
تظاهرة جنيف:
وفي الخامس عشر من سبتمبر 2024م وضع متظاهرون سودانيون رسالة مهمة في بريد تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية ” تقدم” وهم يحتشدون أمام مجلس حقوق الإنسان بسويسرا تنديداً بانتهاكات ميليشيا الدعم السريع الإرهابية، والمساندين لها من القحاتة والمحاور الإقليمية والدولية، حيث رفع المتظاهرون شعارات منددة بالجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها ميليشيا الجنجويد، واستخدامها لسلاح حصار المدن والقرى ومعسكرات النازحين، وتجويع المدنيين، وممارساتها في استخدام سلاح التجويع والحصار مثلما يحدث الآن في قرى ولاية الجزيرة،
وما كان يحدث في مدينة الفاشر، كما سلموا مذكرة للأمم المتحدة ومنظمات المجتمع الدولي رافضة تدخل بعض الدول ودعمها لميليشيا الدعم السريع لتأجيج وإطالة أمد الحرب في السودان، كما طالبت المذكرة المجتمع الدولي بمعاقبة ومحاسبة دولة الإمارات على دورها المساند للميليشيا في تنفيذ جرائمها تجاه المواطنين في مختلف بقاع البلاد، وكانت التظاهرة التي نظمتها تنسيقية السودانيين في الاتحاد الأوروبي، قد تزامنت مع مفاوضات جنيف التي عقدت من طرف واحد بعد رفض وفد الحكومة السودانية المشاركة فيها مما أدى إلى موتها قبل ولادتها.
تراجع المواقف الأفريقية:
وكان عدد من قيادات تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية ” تقدم”، قد تعرضوا في عدد من العواصم والمدن العربية والأفريقية والأوربية إلى مواقف محرجة ومحاولات تحرش من قبل سودانيين غاضبين على مسلك القحاتة الداعم والمساند لميليشيا الدعم السريع والجرائم التي ظلت ترتكبها في حق المدنيين في مختلف بقاع السودان، ولم تكن المواقف المحرجة متعلقة فقط بمحاولات التحرش من سودانيين غاضبين على القحاتة،
وإنما حتى من دول ومنظمات أفريقية يفترض أن تكون مساندة، بيد أن تنسيقية “تقدم” وجدت منهم غِلظة مثلما حدث من كينيا التي رفضت إقامة ندوة للقحاتة بنيروبي في أكتوبر الماضي، وقبل ذلك حدوث مخاشنة بين تنسيقية تقدم والاتحاد الأفريقي، والآلية الأفريقية رفيعة المستوى بمجلس السلم والأمن الأفريقي، بشأن مطلوبات الحوار الشامل للقوى السياسية السودانية في يوليو الماضي، ولعل هذه المواقف تشير إلى أن هذه الدول والمنظمات الإقليمية قد غسلت يدها من القحاتة عقب التطورات العسكرية في السودان، سواءً بتقدم الجيش في الميدان، أو على صعيد المواقف الدولية التي أصبحت تندد صراحة بجرائم وانتهاكات ميليشيا الدعم السريع ومسانديها من الداخل والخارج.
لندن ليست الأخيرة:
وبحسب مراقبين فإن حادثة لندن لن تكون الأخيرة، طالما ظلت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية ” تقدم” تصرُّ على أنها الممثل الشرعي للشعب السوداني، وتبذل من المساعي والجهود من أجل العودة إلى واجهة المشهد السياسي في السودان رغم أنف السودانيين أنفسهم، وما تعرض له حمدوك يمثل إشارة واضحة من الشعب السوداني تجاه القحاتة وما ينتظرهم من مستقبل سياسي مرير في حال أصرّوا على الاستمرار في لعبتهم المكشوفة،
فقد ضرب السودانيون الغاضبون بنجومية رجلٍ مثل دكتور عبد الله حمدوك عَرُض الحائط، إذ لم يشفع لهم أن الرجل هو المؤسس، والفأل الحسُن، والأيقونة الزاهية لثورة ديسمبر، حيث تمتع حمدوك بجماهيرية عريضة وطاغية وحظي بشبه إجماع شعبي وسند جماهيري لم يتوفر قط لمسؤول سوداني، سياسياً كان أم تنفيذياً منذ استقلال السودان، ولكن حرب الخامس عشر من أبريل 2023م، كشفت عورة حمدوك،
فبدت سوأته التي مهما حاول أن يخصف عليها فلن يستطيع أن يخفي عمالته وخيانته لعهده مع الثوار الذين باعهم بسعر بخس ( دراهم) معدودة، أوردت البلاد مورد الهلاك.
خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر فإن ما ظلت تتعرض له تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية ” تقدم”، من مواقف و”زنقات” محرجة، إنما هي جميعها مؤشرات واضحة لرفض المجتمع السوداني وجودها في مستقبل المشهد السياسي، لا هي ولا ميليشيا الدعم السريع، وهو واقعٌ يفرض على القحاتة التسلح بالوعي والتزام الحكمة ومحاولة خلع لباس التعنت بدلاً من السعي وراء محاولات فاشلة بغية تسويقهم من جديد ليعودوا محمولين على أكتاف المجتمع الدولي لقيادة دولة المدنية المأمولة في مرحلة ما بعد الحرب، وعلى نفسها جنت براقش.