غير مصنف --

عثمان ميرغني يكتب:الرئيس غير راغب.. ولكن!!

المستشار الاعلامي للسيد رئيس مجلس السيادة، كتب أمس رسالة يطمئن الشعب السوداني فيها أن الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ( غير راغب في الاستمرار في كرسي السلطة) وحسب علمي لا أحد أبدى قلقه على “كرسي السلطة” الآن، لكن رسالة الطمأنينة هي “فتح أضان” فما تبقى من زمن “السلطة” أقل من عام، بالتحديد حتى مارس القادم.
ومع ذلك لا حرج في الرسالة إلا الاستدراك في نصفها الثاني الذي يقول ( لكنه حريص على تسليم الأمانة ليد أمينة يد ترفع عنه المسؤولية أمام الله وأمام الشعب).
مثل هذه الجملة ستعيد للأذهان كثيرا من التجارب السابقة، الرئيس المخلوع ظل طوال سنوات حكمه كلما اقترب ميقات انتهاء الولاية ونقل السلطة لآخر بعد استنفاذ الفرص الدستورية يعيد ترديد عبارات أنه غير حريص على الكرسي (ولكنه)!! ولكنه حريص على أن يطمئن أن السلطة تنتقل إلى أيد أمينة.. قال ذلك في انتخابات 2010 ثم كررها في 2015 وأكدها في الحديث عن انتخابات 2020 التي نزع الله ملكه قبل أن يصلها.
الوثيقة الدستورية حددت الفترة الانتقالية بـ39 شهرا يتولى فيها الرئيس البرهان الـ21 شهرا الاولى، ثم تنتقل الولاية الدستورية للشق المدني من المجلس السيادي. إذاً ليس هناك مفاجآت، والذي سيتسلم السلطة معلوم دستوريا واحد من الستة المدنيين الذين يشاركون الرئيس البرهان القصر الجمهوري.
و يبدو غريبا أن يكون الرئيس (حريص على تسليم الأمانة ليد أمينة يد ترفع عنه المسؤولية أمام الله وأمام الشعب)! هل الرئيس محاسب بسلوك وقرارات من يتولى الرئاسة بعده؟ هل الرئيس الأمريكي أوباما مسؤول أمام الله والشعب الأمريكي من تصرفات خلفه الرئيس ترامب؟
الفترة الانتقالية وسمت كل مستويات الحكم بصفة “انتقالي” فرئيس الوزراء “انتقالي” ومجلس السيادة “الانتقالي”، ورغم أن “الانتقالي” صفة معلومة بالضرورة، فالرئيس ترمب هو الآخر انتقالي، إلا أنها في السودان تأخذ شكلا أكثر صرامة في كون كامل القوام الدستورية بما فيها الوثيقة الدستورية نفسها، كلهم انتقاليون، محدودون بآجال معلومة دستوريا. فما الحاجة لتأكيد أنه سيرحل في الميقات المعلوم.
هل هناك شك في ذلك؟ هل هناك ارهاصات في الأفق قد تغير من حقيقة كون الرئيس انتقاليا، إذا لم تتوفر لديه القناعة الكاملة بأن من يخلفه سيكون في مستوى الامانة التي تسمح بتسليمه الحكم؟
هل هناك شروط لتسليم الحكم في مارس القادم؟
بصراحة؛ من ينظر جيدا لرقعة الشطرنج السياسي السوداني يدرك أن السيد المستشار الاعلامي للرئيس “فتح أضانكم” في وقت مناسب تماما.. فالسؤال عن (الأيدي الأمينة) يعني أن عملية البحث عن الأيد الأمينة جارية حاليا!
جارية بحكم الخيارات التي تفرضها اعادة ترسيم الملعب بعد تأسيس حزب الأمة القومي لتحالف جديد، وسيستعير الشريك العسكري العبارة التاريخية “سنكون على مسافة واحدة من الجميع”، وهي عبارة ستدك الوثيقة الدستورية دكا، وتدشن عملية البحث عن “أيد أمينة لتتولى الحكم”!

صحيفة التيار

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى