شمائل النور
بعد سبعة أشهر، قررت الحركات المسلحة – مسار دارفور اتخاذ موقف في الحرب الدائرة بين الجيش والدعم السريع، بالتزامن مع معارك وشيكة في الفاشر بشمال دارفور.
وللدقة هي حركة واحدة التي قررت الخروج من الحياد معلنة استعدادها للاقتتال ضد الدعم السريع حال اجتاح الفاشر، هي؛ حركة جيش تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي.
أما بقية حركات مسار دارفور إما منقسمة بين الجيش والدعم السريع أو منحازة بشكل كامل لطرف.
المجلس الانتقالي بقيادة الهادي إدريس منحاز للدعم السريع، حركة العدل والمساواة منقسمة بين سليمان صندل -الدعم السريع وجبريل إبراهيم الذي قرر الانخراط ضد الدعم السريع لكن يبقى السؤال حول حجم ووضع المقاتلين في الأرض هل جميعهم تحت قيادة صندل أم جبريل، أم أن الأمر منقسم بين القيادتين السياسيتين.
قوات التحالف السوداني التي كان يقودها المغدور خميس أبكر، عليه الرحمة، منخرطة في القتال مع الجيش منذ وقت مبكر، أما قوات الطاهر حجر فهي منقسمة بين الجيش والدعم السريع وكذا الحال في الجبهة الثالثة تمازج .
هذه الانقسامات ظهرت قبل اندلاع الحرب وزادت عقب انقلاب 25 أكتوبر ثم اتضحت بجلاء الآن.
غير أن إصدار بيان موحد بعد عقد مؤتمر صحفي يعني ذلك أن خطوة واسعة تم اتخاذها ولها تبعاتها السياسية، العسكرية والاجتماعية، ونقول اجتماعية لأن المعركة هناك في الفاشر – إن انفجرت- لن تكون معركة جيش ضد دعم سريع أو العكس، سوف تنفجر بذات الأبعاد الإثنية التي فتكت بدارفور سنينا عددا.
وتوقيت الخروج عن الحياد الآن يبدو منطقياً لطالما أن الاقتتال وصل إلى معاقل هذه الحركات حيث رئاسة القوات المشتركة بالفاشر عطفاً على الحواضن الاجتماعية التي لا تزال تحمل مرارات حرب 2003
التوقيت ليس مستغرباً، فالحركات بالفعل ظلت منضبطة في الحفاظ على حيادها، ولم تشهد جيوشها أي حالات تفلت تذكر، لكن الخلاف في دخول الفاشر فجر الأوضاع، وفقاً لبيان القوات المشتركة لحركات دارفور.
حيث انفض الاجتماع مع قيادات الدعم السريع على خلاف حول دخول الفاشر، إذ تصر قوات الدعم السريع على دخولها، وهذا قطعاً لن يكون مقبولاً بالنسبة للحركات أن تفقد سلطتها في الأرض تحت مظلة حماية المواطنين.
الآن لم تعد هناك منطقة وسطى فقد حسمت الحركات موقفها، لكن أمام الدعم السريع خياران؛ فإن أراد الحفاظ علي مكون رئيسي في المعادلة السياسية وفي الإقليم بوجه خاص -الحركات المسلحة- إما أن يلغي عملية الفاشر كلياً أو تجميدها إلى حين، وأن قرر الدعم السريع ذلك، يعني أنه سوف ينقل التصعيد إما إلى كردفان أو إلى الخرطوم، حيث تشير المعلومات إلى متحركات جديدة للدعم السريع من اتجاه الغرب في طريقها إلى أم درمان.
أو أن يقرر الدعم السريع المضي قدماً في عملية الفاشر والاصطدام مع جبهتين؛ الجيش والحركات، وإن حدث ذلك فلا شك إنها معركة مختلفة كلياً عن سابقاتها.