قامت “قوات الدعم السريع” بالهجوم على منطقة أردمتا، شرقي مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور. حدث هذا بعد هجومها واستيلائها على قاعدة الفرقة 15 مشاة للجيش السوداني والتي انسحبت منها دونما قتال يذكر بعد نجاح وساطة قادها زعماء أهليون قضت بانسحاب قوات الجيش من المنطقة.
ويقول شهود عيان إن عناصر من “قوات الدعم” اغتالت أحد أقدم زعماء الإدارة الأهلية والزعماء القبليين في السودان، محمد أرباب محمد نيل؛ في المساليت غربي البلاد، والذي يبلغ من العمر 85 عاما، وكان قد تقلد هذا الموقع منذ عام 1958، ليصبح أحد أقدم منسوبي الإدارة الأهلية في السودان على الإطلاق.
وقُتل في الهجوم أيضا ابنه وثمانية من أحفاده. واتهم حقوقيون عناصر “الدعم السريع” في يونيو الماضي بقتل ابنه محمدين محمد أرباب وأفراد آخرين من أسرته. واجتاحت عناصرها الوحدة الإدارية الواقعة شمال شرقي مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور. واقتحمت بيوت المدنيين وعمدت إلى تقتيلهم ونهب ممتلكاتهم وطردهم وإهانتهم بالسياط والعصي بشكل عنصري، وفقا لشهود عيان وروايات متطابقة وثقتها مقاطع فيديو صحيحة متدوالة على وسائل التواصل الاجتماعي. انتشرت صور جثث سكان أردمتا في الشوارع، بينما احتفلت عناصر “الدعم” بنصرها في مقر فرقة الجيش وهم يبشرون بالديمقراطية والدولة المدنية المحمولة على أسنة البنادق.
لم تكن هذه أول جرائم “الدعم السريع” في غرب دارفور. فقد قامت في بداية هذه الحرب بارتكاب مجازر مماثلة في مدينة الجنينة عاصمة الولاية؛ حيث قامت في 15 يونيو الماضي باجتياح المدينة، واغتيال والي الولاية المرحوم خميس أبكر ثم التمثيل بجثته بشكل بشع، قبل أن تقوم بتصفية والده بعد ذلك.
وقد أطلقت “قوات الدعم” أدوات عنفها ضد مجتمع المساليت في حملة استهداف كبيرة شملت عددا من رموز قبيلة المساليت في دارفور، وراح ضحيتها أيضا الأمير طارق عبدالرحمن بحر الدين، شقيق سلطان دار المساليت، وأفراد آخرون من أسرته، ومنسق العمل الإنساني في الولاية الصادق محمد أحمد، وهو أيضا محامٍ وحقوقي معروف، وكما قام عناصر في الجماعة المسلحة باغتيال طارق مالك، رئيس المكتب الفرعي للجنة تسيير نقابة المحامين في غرب دارفور. وذلك بالإضافة إلى الهجوم على منازل عدد من الموظفين الحكوميين والأعضاء البارزين في مجتمع المساليت وقتلهم داخل منازلهم، بسحب ناشطين حقوقيين وشهود عيان.
واستعانت “قوات الدعم” في هجماتها هذه على السودانيين بمرتزقة استجلبتهم من دول أنحاء غرب أفريقيا. وأوردت الأخبار مقتل محمد أبوبكر موسى رئيس تنسيقية المعارضة التشادية في هجوم “قوات الدعم السريع” على سلاح المدرعات في الخرطوم، يوم الاثنين 6 نوفمبر 2023.
وكان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة السابق في السودان، فولكر بيرتس قد أورد في وقت مبكر من هذه الحرب في تقريره المقدم لمجلس الأمن وجود عناصر أجنبية تشارك في القتال في صفوف “قوات الدعم السريع”